وتشكل صفقة انتقال النجم البرازيلي إلى صفوف الفريق الفرنسي محطة رئيسية ضمن هذا السعي نظرا للشهرة الكبيرة التي يتمتع بها نيمار، أحد أبرز لاعبي كرة القدم في العالم حاليا، والقيمة المالية الضخمة للعقد الذي يرافقها.
وينقل الموقع الفرنسي عن الخبير في السياسة العربية في باريس، ماتيو غيدار، قوله إن "انتقال نيمار إلى باريس سان جرمان تقرر على أعلى المستويات في قطر، ليُسهم في الوقت الراهن في التغطية على الجدل القائم حول مسائل أخرى، وخصوصا الاتهام بدعم الإرهاب".
ويرى ماتيو غيدار أن الصفقة "تدفع لتركيز الاهتمام على موضوع أقل جدلا وهو الرياضة".
وتحاول السعودية والإمارات والبحرين ومصر من 5 يونيو/ حزيران تضييق الخناق على قطر اقتصاديا وسياسيا بعد قطع العلاقات معها وفرض عقوبات عليها، بينها إغلاق المجالات الجوية أمام طائراتها.
ويضيف الموقع أنه وفقاً لاندرياس كريغ من قسم دراسات الدفاع في كلية كنغز كوليدج في لندن، فإن انتقال نيمار "يوجه رسالة قوية إلى العالم الرياضي" ويشكل "خطوة تحد" في مواجهة السعودية والإمارات خصوصا.
ويقول "مونت كارلو" إن قطر (الإمارة الغنية بالغاز والتي يسكنها نحو 2,6 مليون شخص) تلعب منذ منتصف التسعينيات دوراً محورياً في عدد من النزاعات الإقليمية والملفات الشائكة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وبهدف تعزيز هذا الدور، استثمرت قطر أموالا ضخمة في دول كبرى وخصوصا في قطاع العقارات والفنادق والتجارة والنقل الجوي، وكذلك الإعلام والرياضة.
وحسب الموقع يرى خبراء أن وصول نيمار إلى النادي الفرنسي "ضربة إعلامية".
ويقول غيدار "في الوقت الراهن، يشعر خصوم قطر بالعجز في مواجهة استراتيجية الالتفاف (القطرية)، إذ أن أيا من هؤلاء الخصوم لا يملك أداة تواصل مماثلة في قطاع الرياضة على المستوى الدولي".
ويضيف "منذ أيام، لم يعد أحد يتحدث عن الصورة السلبية، بل فقط عن انتقال نيمار (…) ومن الواضح أن الرياضة هنا تسهم في كسر الحصار السياسي على قطر".
ويرى كريغ أن قطر سعت إلى شراء خدمات نيمار "بأي ثمن"، وأنها ستقوم بدفع نحو 222 مليون يورو لتمويل الصفقة، وهو مبلغ قياسي في الانتقالات في عالم كرة القدم، معتبرا أن اللاعب البرازيلي يمثل أداة رئيسية للدوحة لإظهار أنها تتصدى فعليا لمحاولات عزلها.