وأغار الطيران الأمريكي على وسط المدينة وألقى القنبلة الذرية المعبأة باليورانيوم والتي كانت تزن أكثر 4.5 أطنان من على ارتفاع 1980 قدما، عند الساعة الثامنة والربع من صباح ذلك اليوم عندما كان معظم سكان المدينة في الشوارع متجهين لأعمالهم لتتحول المدينة بعد دقائق قليلة إلى كومة من اللهب والرماد وبمحيط انفجار بالغ 13 كيلومترا مربعا وذلك في أكبر تفجير عالمي كان معروفا حتى ذلك الوقت.
وأسفرت هذه الكارثة عن سقوط نحو 140 ألف قتيل أي نحو 30 بالمئة من عدد السكان ومثلهم من الجرحى الذين مات معظمهم لاحقا متأثرين بالتسمم الإشعاعي الناتج عن التفجير فيما وصل ارتفاع سحب الدخان الناتج عن الانفجار إلى 1000 متر فوق سطح المدينة وبعد مرور نحو ساعتين على الانفجار سقطت أمطار سوداء شحمية في أماكن متفرقة من المدينة كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشعة.
ورغم إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما، رفضت حكومة اليابان آنذاك بقيادة الإمبراطور هيرو هيتو الاستجابة للإنذار الذي وجهه لها ترومان بالاستسلام فأعطى الأخير أوامره بإلقاء قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي اليابانية بعد يومين من قنبلة هيروشيما حيث أدت هذه الكارثة أيضا إلى مقتل نحو 80 ألف ياباني وفي النهاية لم تجد طوكيو خيارا أمامها سوى الاستسلام بعد الخراب الذي لحق بها فاستسلمت للحلفاء في 14 آب/ أغسطس 1945 ثم وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر في نفس العام.
ولم تقتصر أضرار القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما على وقت حدوث الانفجار بل امتدت إلى سنين طويلة في مستقبل الأجيال بسبب استمرار التأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الإشعاعي فمن لم يقتل ساعة الانفجار مات بعد ذلك بسبب تأثيرات الإشعاع الضارة التي تشير الدراسات إلى أن تأثيرها مستمر حتى اليوم وتتسبب في الإصابة بالسرطانات وإصابة المواليد بعيوب خلقية.
وقد قامت إحدى الجامعات اليابانية بدراسة آثار الإشعاع الناجم عن القنبلة فتبين للباحثين أنه بين كل 4 مواليد من أبناء الجيل الأول لضحايا الكارثة يصاب واحد منهم بعيوب خلقية ولا يستطيع أحد في الوقت الحالي أن يقرر إلى أي حد من الأجيال سيستمر توارث آثار الإشعاع كما أدت الكارثة إلى أضرار كبيرة على البيئة والطبيعة.
وذكرت "سانا" أنه منذ إلقاء القنبلة الذرية على اليابان قبل 72 عاما انتهجت الولايات المتحدة سياسة العدوان والتدخل في شؤون الدول الأخرى في مختلف أنحاء العالم لتحقيق مصالحها الاستعمارية في السيطرة وفرض الهيمنة على الدول ونهب ثرواتها ومقدراتها فكان تدخلها في العديد من الدول ومن بينها فيتنام ويوغسلافيا والعراق وأفغانستان وليبيا حيث أدت تلك التدخلات المخالفة لمبادئ القانون والشرعية الدولية إلى مقتل وتشريد ملايين الأشخاص إضافة إلى تدمير هائل في البنى التحتية لشعوب تلك الدول وهو ما يؤكد أن "الولايات المتحدة لا تزال مصدر التهديد الرئيسي للأمن والاستقرار الدوليين ومنع الشعوب من تقرير مصيرها بشكل حر ومستقل."