إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون
ازدادت في الآونة الأخيرة حالات الاعتداء على الصحفيين العراقيين بسبب تأدية عملهم الصحفي، وتمثلت تلك الحالات بالضرب أو الخطف وأحيانا تصل إلى القتل. ويقوم المرصد العراقي للحريات الصحفية بمتابعة تلك الحالات عبر نشره بيانات توثق تلك الانتهاكات داعيا الجهات الحكومية إلى التعامل بجدية مع تلك الانتهاكات التي تعرقل عمل الصحافة في المساهمة بنقل الحقيقة، كما أنها ةتعكس الواقع الأمني المضطرب في البلاد وسيطرة الجهات الخارجة عن القانون.
برنامج هموم عراقية ناقش الموضوع مع السيد هادي جلو مرعي رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية، حيث يقول مرعي في معرض حديثه:
للأسف الانتهاكات في العراق متعددة وتتجاوز الحد المعقول، وحسب التقارير الدولية وتقارير المرصد العراقي للحريات الصحفية فإن العراق يُعد الآن البيئة الأخطر على الصحفيين، حيث تجاوز عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ عام 2015 وحتى اللحظة إلى خمسين صحفيا قتلوا في ظروف مختلفة بسبب الحرب ضد الإرهاب أو نتيجة انتهاكات واعتداءات خاصة، عدا عن ذلك، هناك تجاوزات تتمثل بالضرب والاحتجاز والاعتقال أو محاولات الاختطاف والتهديدات، فبعض الصحفيين يتعرض للتهديد نتيجة كشف ملفات فساد أو نتيجة عملهم في بعض المناطق الخطرة أو التي تتواجد فيها عمليات عسكرية.
نعم توجد هناك تشريعات وقوانين، لكن المشكلة تكمن في غياب دور الدولة وسلطة القانون، فالعراق مايزال بيئة غير مؤهلة لأن تكون بيئة قانونية وقادرة على أن تطبق فيها القوانين وأن تحترم وان تكون بيئة آمنة للصحفيين، فعلى الرغم من التطورات الأمنية والسياسية واستقرار بعض مؤسسات الدولة، إلا أنه وللأسف الشديد لم ينعكس ذلك على واقع الصحفيين، فحتى اللحظة ما نزال نحصي العديد من الانتهاكات والاعتداءات، فخلال اليومين الماضيين جرى أكثر من حادثة، وللأسف يبدو أننا في خضم مشاكل سياسية واقتصادية وأمنية تنعكس على واقع العمل الصحفي وعلى واقع حرية التعبير، إضافة إلى صدور بعض التشريعات من البرلمان هي الأخرى تشكل مصدر قلق للصحفيين ووسائل الإعلام، خاصة فيما يتعلق بقوانين حرية التعبير وحق التظاهر وجمع المعلومات، لذلك نحن لسنا متفائلين كثيرا في المرحلة المقبلة، نعتقد بوجود المزيد من الوقت في انتظارنا.
هناك موضوع الفساد والأجهزة الأمنية، فيما يتعلق بالفساد، فإن أي دور الصحافة غير مرحب به، هناك جهات عديدة تخشى من كشف ملفات فساد، وبالتالي يمكن أن يهدد الصحفيين، كما حصل مع فؤاد الحلفي مراسل إحدى الوكالات الفرنسية في البصرة، عندما تعرض للتهديد والضرب ومحاولة الاختطاف من مجموعة مسلحة، وهي فيما تبدو رسالة من أجل ردعه في التدخل بهذه الملفات. وكذلك يوجد موضوع سئ للغاية يتمثل بتعامل الاجهزة الأمنية مع الصحفيين، حيث تتعامل القوات الأمنية بنوع من الحدة وعدم الشفافية مع الصحفيين أثناء تغطية التظاهرات أو إنتقال الصحفيين من موقع إلى اخر لإجراء حوارات مع المواطنين، وكأن الصحفي جاسوس عندما يقف في مكانات عامة ويجري لقاءات مع الناس.
للاستماع إلى كامل الحوار تجدوه في الرابط الموجود أعلى الصفحة.