وتضيف الصحيفة، أن المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط والمحافظة للغاية تتوافق سياسياً مع جارتها الأصغر حجما والأكثر ليبرالية وتنوعاً اقتصادياً. وأن العلاقة بين الأميرين، ينظر إليها باعتبارها السبب الرئيسي في التحول السعودي.
وتشير الصحيفة إلى أن السعوديين يتخذون خطوات أكثر جرأة للحد من التطرف الديني في الداخل وتشديد موقفهم تجاه الجماعات الإسلامية في الخارج، وهو الأمر الذي تقوم به الولايات المتحدة. منذ فترة طويلة. وتضيف أن المملكة العربية السعودية تتبنى سياسة خارجية "أكثر عدوانية" كان آخرها الجهود الرائدة مع الولايات المتحدة لفرض حظر على قطر، وهي جارة صغيرة أخرى في الخليج. وقد دعمت قطر الجماعات الإسلامية مثل "الإخوان المسلمين" في مصر وحركة "حماس" في قطاع غزة، وحافظت على ارتباطاتٍ بمجموعات إسلامية، الأمر الذي تسبب في إغضاب الإمارات.
وحسب الصحيفة الأمريكية قال أندرياس كريغ، المستشار السابق لحكومة قطر وخبير الخليج في كلية كينغز في لندن، عن أزمة الحصار: "لقد خلق محمد بن سلمان ومحمد بن زايد هذا الوضع". وأضاف "حتى وقت قريب، فإن الأمير السعودي كانت علاقته على ما يرام مع الأمير الحاكم في قطر، ولكن لأن قطر والإمارات على بعد 180 درجة عن بعضمها البعض، فكان على السعودية أن تختار".
وتضيف الصحيفة أن عدداً من الأشخاص المقربين من الديوان الملكي السعودي أكدوا أن القيادة السعودية انقسمت حول كيفية التعامل مع قطر. وقال مسؤولون أن القرار حول قطر تم بصورة مشتركة بين السعودية والإمارات. ولم يرد الديوان الملكي السعودي على طلب الصحيفة للتعليق.
وتقول الصحيفة إن التوافق المتنامي بين الرياض وأبو ظبي له آثار بعيدة المدى على المنطقة وعلى الولايات المتحدة. وقد اتخذت إدارة ترامب موقفاً صارماً ضد إيران ورحبت بالتعاون الوثيق مع المملكة العربية السعودية والإمارات. ضد خصمهم المشترك.
وتضيف أنه في الوقت نفسه، فإن موقف المملكة العربية السعودية والإمارات الأكثر عدوانية يشكل تحديات بالنسبة لواشنطن. حيث تدير إدارة ترامب جهودهاً لحل خلافها مع قطر التي تعد موطناً لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وتستخدمها الطائرات المشاركة في قتال "داعش" في العراق وسوريا.
وحسب الصحيفة، ترى الإمارات المملكة العربية السعودية مستقرة ومعتدلة كأولوية عليا للأمن القومي إلى حد كبير بسبب موقعها كمهد للإسلام، على حد قول مقربين من القيادة الإماراتية. وأن المملكة العربية السعودية ومصر تمثلان قوة إقليمية في العالم الإسلامي أبعد من حدودهما.
وحسب الصحيفة ساعد محمد بن زايد الذي يبلغ من العمر 56 عاما وحاكم بلاده الفعلي في تنظيم زيارة الرئيس دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية في مايو/ أيار، وقام هو وغيره من كبار المسؤولين الإماراتيين بدور رئيسي في الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة لصالح محمد بن سلمان.
وقال أحد المقربين من القيادة الإماراتية: "يرى محمد بن زايد في محمد بن سلمان شخصا معاصرا ويفهم أهمية المملكة العربية السعودية في العالم".
وحسب "وول ستريت جورنال" قال أشخاص مقربون من قيادة كلا البلدين إنّ المملكة العربية السعودية طلبت توجيهات من الإمارات العربية المتحدة حول قضايا تتعلق بكيفية تطوير صناعات عسكرية محلية لإصلاح صندوق الثروة السيادي الخاص بها.
ويذكر أن الإمارات العربية المتحدة كانت قد كشفت عن خطة مماثلة لتنويع اقتصادها منذ عقد مضى، ولجأت السعودية إلى بعض البنوك وشركات الاستشارات نفسها التي استعانت بها الإمارات للمساعدة في إعداد الخطة السعودية.
وتحولت مدينة دبي الإماراتية، التي تمتلك القليل من النفط، في العقود الأخيرة إلى مركز تجاري وسياحي إقليمي.
وتريد المملكة العربية السعودية حالياً تطوير قطاع السياحة السعودي. وكانت المملكة قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، الأول من أغسطس/ آب، خططاً لتطوير ساحلها المطل على البحر الأحمر وحوالي 50 جزيرة، وتحويلها إلى منتجع سياحي واسع يمكن للأجانب من معظم الجنسيات زيارته في نهاية المطاف دون تأشيرة دخول.
وقال داني سيبرايت المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية إن العلاقات بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد تمثل "ديناميكية جديدة تعيد تشكيل المنطقة في الواقع وليس فقط في الوقت الحاضر ولكن أيضاً في المستقبل".