الأوساط العسكرية الأمريكية تتوجس من أن المسرح العسكري لهذه التدريبات "الغرب-2017" سيكون عند الحدود مع بلدان حلف شمال الأطلسي. وثانيا، هو أنها ستجري بمشاركة جيش دبابات الحرس الأول، الذي أعيد تشكيله حديثا.
بعض الخبراء العسكريين وصف فهمه لكل ما يقوم به الجيش الروسي بأنه، أولا وقبل كل شيء، هو رسالة موجهة من موسكو إلى الغرب مفادها بأن الكرملين يراقب الغرب عن كثب وإن روسيا استعادت هيبتها كقوة عسكرية عظمى مستفيدة من الخبرات المتراكمة، والويل لم ينوي الاقتراب منها.
الجنرال الأمريكي المتقاعد فيليب بريدلاف يشير إلى أن تسمية المناورات لم تأت مصادفة. وهي تعتبر رسالة واضحة جدا إلى دول البلطيق وبولندا. هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن القيادة الروسية نشرت أيضاً فرقة آلية جديدة بالقرب من مدينة سمولينسك الروسية بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا، وأنه مع جيش حرس الدبابات الأول سيبلغ عدد دبابات هذه القوة 800 دبابة وأكثر من 300 منظومة مدفعية، وعشرات من أنظمة الصواريخ التكتيكية من طراز إسكندر.
الشرطة العسكرية الروسية قوات ردع أم قوات فصل
الشرطة العسكرية الروسية نشرت نقطتين للعبور عسكريتين (في منطقتي حربنفسه والدوير)، وثلاث نقاط مراقبة (في مناطق الحميرات وقبيبات وتل عمري) في منطقة خفض التصعيد وعلى طول خط التماس بحمص، يأتي ذلك على خلفية توصل ممثلي وزارة الدفاع الروسية إلى اتفاق حول نظام عمل المنطقة الثالثة لخفض التصعيد في سوريا، شمال مدينة حمص مع المعارضة السورية في القاهرة، والتي تشمل 84 مدينة وبلدة في ريف حمص الشمالي يتجاوز تعداد سكانها 147 ألف شخص.
ومن المهام التي ستقوم بتنفيذها وحدات الشرطة العسكرية الروسية هي الفصل بين الأطراف المتحاربة ومتابعة تطبيق نظام وقف العمليات القتالية، فضلا عن ضمان إيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين دون أي عوائق. في إشارة إلى إن جميع المتضررين سوف يتاح لهم تلقي العلاج المطلوب إما في مستشفى عسكري روسي أو في أحد المستشفيات السورية.
بلغاريا لا تجد بديلا لمقاتلات ميغ-29
وصربيا تحصل عليها بحلول نهاية العام
القوات الجوية البلغارية تستمر في استخدام الطائرات الروسية الصنع. ووزير الدفاع البلغاري كراسيمير كاراكاتشانوف أجرى مؤخرا مع إدارة شركة "ميغ" الروسية محادثات تناولت مناقشة إمكانية قيام الشركة الروسية بتصليح ما تملكه بلغاريا من طائرات ميغ.
بلغاريا أصبحت عضوا في حلف شمال الأطلسي في عام 2004، ولكنها لم تقتن الطائرات المقاتلة الجديدة التي تفي بمتطلبات الحلف حتى الآن. ولا تزال سلاح الجو البلغاري يستخدم الطائرات التي صُنعت في روسيا منذ زمن الاتحاد السوفيتي.
التعاون العسكري الروسي مع صيربيا مستمر وها هو وزير الدفاع الصربي، ألكسندر فولين، يعلن أن بلاده سوف تحصل على ست مقاتلات من طراز ميغ-29 حتى نهاية العام.
بالاضافة إلى ذلك حصلت صربيا العام المنصرم على مروحتين جديدتين من طراز "مي-17" وهي على موعد مع وصول مروحيات جديدة من طراز "اتش 145 ام" من شركة "ايرباص هيليكوبتارس".
أين وصل العالم في الصراع الروسي الأمريكي في سوريا؟
يتساءل المحللون العسكريون ماذا وراء قرار القيادة العسكرية الأمريكية بالتخلي عن دعم مسلحي المعارضة في جنوب-شرق سوريا، والانسحاب من منطقة التنف. هل هذه نتيجة للنجاحات التي تحققها القوات المسلحة السورية وحلفاؤها المدعومة من القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا؟
أم إنه استعراض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للتعبير عن نيتهم التعاون مع روسيا الاتحادية في سوريا؟
هناك معلومات تفيد بأن الجزء الأكبر من حلفاء واشنطن المحليين رفضوا تنفيذ أوامرها في محاربة "داعش". البعض هم جنود فارون من الجيش السوري، ويقاتلون في صفوف ما يسمى بالجيش الحر، والقسم الآخر هم من المتشددين الراديكاليين من جماعة لواء شهداء القريتين التابعة لأحرار الشام.
قرار القيادة العسكرية الأمريكية الانسحاب من التنف قرار سليم من الناحية الاستراتيجية لأنه:
أولا- يمكِّنها من نقل قواتها إلى منطقة دير الزور الغنية بالنفط والغاز. وهذه المنطقة أكثر أهمية للبنتاغون حتى من الناحية العسكرية، لوقوعها على طريق بغداد.
ثانيا- يستطيع الأمريكيون تشكيل فصائل معارضة جديدة في الأردن ونقلها عند الضرورة إلى التنف.
ثالثا- الأهم لواشنطن هو تعزيز وجودها في شمال سوريا، حيث التشكيلات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، التي تطور نجاحاتها عسكريا. وهنا في هذه المنطقة يمكنهم تشكيل قوة كبيرة عند وقوع مواجهة بين قوات "قسد" والقوات المسلحة السورية، ولن تترك حلفاءها في هذه المنطقة من دون دعم.
لذلك ووفقاً للاوساط العسكرية المطلعة وبعض الخبراء فإن اعتبار انسحاب القوات الأمريكية من التنف نصرا هو دليل على الجهل بما يجري في سوريا على أرض الواقع. أي أن واشنطن لا تنوي أبدا الاستسلام. وإن تخليها عن دعم قسم من المعارضة لا يعني تخليها عن المعارضة السورية بالكامل. وعمليا، كانت التنف المنطقة الوحيدة التي يتعاون فيها قوات الولايات المتحدة وروسيا في سوريا، وبانسحاب واشنطن منها يعني أنها أصبحت في مواجهة موسكو فقط.
إعداد وتقديم نوفل كلثوم