ولفتت الصحيفة إلى أن المذكرة "السرية جدا" التي تضم وثيقة تحمل عنوان "اقتراح بريطانيا لتدبير انقلاب في إيران" تقدم لمحة عن تقييم لندن للسياسة الإيرانية وعن التهديد الذي كانت تمثله الأخيرة على المصالح البريطانية، وهو الذي أدى إلى انقلاب آب/ أغسطس العام 1953.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الانقلاب الذي دعمته بريطانيا والولايات المتحدة أطاح بمصدق وقدم لأكثر من عقدين حكم فيهما الشاه، محمد رضا بهلوي، إيران بشكل استبدادي وتوترت خلالهما العلاقات بين طهران والغرب.
وتحدثت الصحيفة عن اليأس الذي أحاط برئيس الحكومة البريطانية، ونستون تشرشل، لاستعادة السيطرة على قطاع النفط في إيران في عام 1952، الذي أممه مصدق في عام 1951، بكل السبل المتوفرة، بما فيها العسكرية، وفقا لما نقلته عن الباحث مالكوم بايرن.
وكشفت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي، هاري ترومان، دعمت الدعوات التي أطلقتها بريطانيا للعمل ضد مصدق، الذي طرد ديبلوماسيين ومسؤولين استخباراتيين بريطانيين قبل أشهر من تأميمه حقول النفط الإيرانية.
ووفقا للصحيفة، فإن بريطانيا شددت على الحاجة إلى إبعاد مصدق لمحاربة "الشيوعية في إيران"، في أواخر عام 1952، مستدركة بأن ترومان ووزير خارجيته آنذاك رفضا دعم الانقلاب وفضلا مواصلة التعامل مع رئيس الوزراء الإيراني.
وأضافت الصحيفة أن بول نيتز، مساعد وزير الدفاع الأمريكي اقترح أن يطلق مخططو الانقلاب في إيران حملة ضد آية الله عبد القاسم كاشاني، الذي يعارض تدخل بريطانيا في قطاع النفط في بلاده، وحزب "توده" الشيوعي.
وخلصت الصحيفة إلى أن المسؤولين البريطانيين رفضوا الاقتراح الأمريكي بلطف وضغطوا على الولايات المتحدة لاتخاذ قرارها على الرغم من إدراكهم أن أيام إدارة ترومان كانت معدودة، ناقلةً عن السير كريستوفر قوله: "سيكون الربيع أفضل وقت للانقلاب". بحسب ما نقله أيضا "لبنان 24".