ولفت عبد اللطيف عمران إلى أنه بشأن ما يسمى "الربيع العربي"، فسيكتب التاريخ وسيضطرب المؤرخون بعد أن ينجلي أمامهم أن التسمية كانت خطأ، وأن الأحداث تؤكد أنه نكوص وارتداد عن منجزات عصر النهضة واليقظة العربية التي أسهمت في نجاح حركة التحرر الوطني والاستقلال العربية. فالصواب إنه "الربيع الصهيوني" بكل معنى الكلمة وبمعطيات الواقع والمستقبل.
وأوضح رئيس تحرير "البعث" أن من يطلع على لهاث بعض الحكام العرب وهم يرتمون في أحضان أمريكا بعد منجزات محور المقاومة ميدانيا وسياسيا وشعبيا يعرف ضرورة البحث عن سلم للنزول عن شجرة التغرير والخيانة والهلاك.
وأضاف: لا تغيب هنا عن البال جرائم التكفيريين والمتطرفين من الوهابية و"القاعدة" و"داعش"، وقد توجتها بالخزي والعار حركة "الإخوان المسلمين" التي عزز التحالف الأطلسي الرجعي العربي طموحاتها. على حد قوله.
بعد هذا يبدو مفهوما سبب خيبة السيدة كلينتون التي دونتها في مذكراتها جراء سقوط مرسي وما يتصل به من إخونجية وتطرف وتكفير.
وخلص الكاتب السوري إلى أن الباصات الخضراء لم تعد سلّما كافيا للنزول عن الشجرة، ولا كذلك تناقضات حكام الخليج، ولا تبادل الاتهامات بين تركيا وأوروبا بدعم الإرهاب…لابد من سلم آخر يدل هؤلاء إلى أين سيذهبون…فلم تعد مزبلة التاريخ تتسع لهذا الركام.
واستدرك قائلا:
من الأيام الأولى للحرب على سوريا بادرت الحكومة بتأمين السلالم الكافية من دعوة إلى الحوار والإصلاح ومراسيم العفو، والعمل على توسيع دائرة المصالحات المحلية الوطنية، وإلى دعم المسار السياسي طريقا أساسية لحل الأزمة.
واستجابت الحكومة مع اضطراد التقدم السياسي والعسكري إلى "مناطق تخفيف التوتر"، لكن حذار أن يظنن أحد أن هذه المناطق مقدمات لتعزيز التطرف وحماية المجرمين القتلة. إنها استجابة إنسانية لدواعٍ وطنية أولا، مقترنة بالطموح إلى رأب الصدع المجتمعي، وعودة الوعي والانتماء، وترسيخ العيش المشترك وصولا إلى الوحدة الوطنية وسيادة الدولة على كل شبر من أرضها، مع رفض قطعي لأي شكل من أشكال التقاسم والتقسيم.
وقال عمران: فالحل بأن "يسامح الجميع الجميع" كما أكد الرئيس الأسد، وهذا السلّم الاستراتيجي يجب ألا يطول الانتظار للهبوط عليه، بل يستحسن التسابق نحوه، فلا انتقام ولا شماتة. فالسياسة مصالح لا أحقاد…وأكد عمران أن صدر سوريا سيتسع بمبادئها وثوابتها ونظامها السياسي لجميع أبنائها وقريبا تنتهي الحرب عليها وتفشل المؤامرة.
وختم بالقول: بالمحصلة إن قرار النزول يتخذ اليوم شكل العدوى، ولا شك في أنه سيحمل معه أسئلة واتهامات كبيرة ستصدم المتآمرين وتحبطهم، لكن لا حل أمامهم سواه.