وتابعت قائلة "ينبغي على السياسة الروسية في المنطقة أن تعيد ترتيب أوراقها المستقبلية وفقا لتلك التغيرات".
الرباعية العربية
وتحدث التقرير عن "الرباعية العربية"، ووصفه بأنه "مشروع جذبَ إيديولوجيين وسياسيين عديدين في العالم العربي، لكن جميع طرق تشكيله كانت غير ناجحة".
وتابعت "برافدا" قائلة "جميع جهود العرب تكسرت، بسبب عدم توصلهم لاتفاق فيما بينهم، حتى أن مجلس التعاون الخليجي، الذي كان حتى وقت قريب هو المشروع الأنجح، جعلته الأزمة القطرية موضع شك كبير، خاصة بعدما أظهرت انقساماً قويا داخل بنيته الأساسية، بعدما لم تلق قرارات المقاطعة تأييدا من جميع دول مجلس التعاون".
ومضت قائلة "الرباعية العربية يبدو أنها تميل بقوة لأن تصبح عاملا مؤثرا في العالم العربي، خاصة بالنسبة للأردن وفلسطين".
ولكن الأهم، وفقا للصحيفة الروسية، أن "الرباعية العربية" تتعامل مع إسرائيل على أنها "حليف محتمل".
وأضافت قائلة "إسرائيل ترغب في تشكيل ائتلافات عسكرية سياسية مع دول الرباعية، التي ستركز بشكل أساسي على مواجهة إيران".
وأشارت إلى أن العامل الإيراني واحد من أهم القضايا بالنسبة لوحدة الرباعية العربية، علاوة على أن الخطر الإرهابي بات هدفا مشتركا لهم، وهو ما أظهر كيف أن مجلس التعاون الخليجي بات على حافة الانهيار، بعدما باتت قطر منبوذة، فيما رفضت الكويت وسلطنة عمان قرارات المقاطعة، وحافظت على علاقات وثيقة مع طهران".
وتوقعت الصحيفة أن يشارك الأردن في تلك الرباعية، وهو ما سيسمح في إيجاد "لغة مشتركة" بين الدول الأربع مع إسرائيل.
كما وصفت "برافدا" تحالف مصر والسعودية على أنه يظهر مركزا جديدا قويا في الشرق الأوسط، خاصة إذا ما تمكنت إسرائيل من الانضمام لهما.
السؤال الروسي
وأشارت الصحيفة إلى أن السؤال الحالي، الذي ترغب موسكو أن تجد له إجابة، هو من ستختار؟ هل الرباعية العربية الجديدة مع إسرائيل أم إيران؟
وقالت إنه في حال عدم اختيار روسيا أي كفة، فإنه ينبغي عليها أن تحافظ على الموازنة لوقف محدود بين الكفتين، لكن هذا لن يستمر طويلا.
وتابع التقرير "في الوقت الراهن، يوجد انطباع بأن موسكو تفضل النظر تجاه إيران، خاصة مع تعاظم مصالحها في مجال الغاز والتقارب مع طهران، بالإضافة إلى أن الدوحة تعطي وعودا كثيرة في مجال شراء الأسلحة الروسية، وهو أمر لا يمكن تصديقه بشكل كامل".
ومضت الصحيفة قائلة "هل ستستطيع الدوحة الالتزام بتلك التعهدات؟، هذا أمر لا يمكن الاعتماد عليه مع دول صغيرة، خاصة وأن منافسيها لا يزالون يراهنون على تغيير النظام فيها، وهو أمر لن تسمح إيران بتنفيذه".
واستطردت بقولها "في المستقبل القريب ليس ممكنا استبعاد عدم استقرار قطر، خاصة وأنها قد تصبح ساحة مواجهة بين العرب وإيران، إذن هل روسيا مستعدة للتدخل في تلك القصة؟، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا سيتدخلون بقوة لأنهم يمتلكون قواعد عسكرية كبرى في قطر".
وأشارت إلى أن المعضلة الرئيسية تكمن في
"أن روسيا حائرة ما بين سياساتها التقليدية الداعمة لإيران والمتعاطفة مع قطر، واحتمال خسارة علاقات واسعة النطاق وطويلة الأجل مع مصر والسعودية".