على خشبة المسرح الروماني بقرطاج، أطلت "آمال المثلوثي" ليلة السبت 12 أوت على جمهورها في هدوء، قدمت وصلة أولى في الآداء الصوتي افتتحته بمقطع من "الليل زاهي" أدته على طريقتها المتفردة، مع مقاطع أخرى صوتية جهزت من خلالها جمهورها لسهرتها "ثملة".
"ثملة" تعني الامتلاء والانتشاء وقد نجحت "آمال" في تحقيق معنى عنوان سهرتها فانتشى الجمهور بمقترحاتها الغنائية التي مزجت فيها بين جديدها من آخر ألبوماتها "إنسان" وبين قديمها أيضا الذي اشتاق الجمهور لسماعه بعد غياب خمس سنوات كاملة، وتفوقت الفرقة الموسيقية في تنفيذها مدمجة الآلات الإيقاعية التونسية بالموسيقى الإلكترونية العصرية.
وفي آدائها لم تكن آمال المثلوثي جامدة على المسرح، بل كانت تؤدي بحركات جسدها ويديها معاني الأغاني وكانت تتحرك بشكل مدروس، لم تتحدث إلا القليل مع الجمهور لتقديم أغانيها الملتزمة بأمهات القضايا في تونس والوطن العربي والإنسانية جمعاء.
غنت "آمال" للاجئين السوريين وخاصة الأطفال منهم "قداش"، وسمعنا صوت القنابل في التركيبة اللحنية للأغنية، وغنت "ظالم" التي أصدرتها في 2008، وغنت من جديدها "إنسان ضعيف"، و"ثملة"، وعادت لقديمها "ما لقيت"، "ليام"، "ليبرتا"، ومع كل هذه المقترحات الغنائية كان الجمهور يتفاعل بالإنصات ثم بالتصفيق، ولم يغادر المسرح الروماني بقرطاج حتى أنهت "آمال المثلوثي ما يزيد عن الساعتين من الغناء المتواصل، وما كانت قادرة على إنهاء "ثملتها" دون أن تغني "كلمتي حرة" التي جمعت التونسيين تحت معانيها النبيلة في الثورة التونسية، واستعادوا أجواءها في سهرة السبت 12 أوت عندما صعد مؤلف الأغنية "أمين الغزي" على الركح ليقول إن الدفاع عن الكلمة الحرة متواصل وغنت "آمال المثلوثي" نشيدها حاملة معها الجمهور إلى أعلى درجات الانتشاء.
وفي نهاية السهرة امتزج صوت الطبلة بالموسيقى الإلكترونية مع أغنيتي "أم الزين" و"بين الوديان" في قراءة موسيقية عصرية مجددة وبآداء مختلف لآمال المثلوثي.
انفردت الدورة الثالثة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي بالعرض الأول لـ"ثملة" الذي سينطلق في جولته العالمية بعد قرطاج مباشرة وتؤكد آمال المثلوثي في تصريح بعد العرض أن الموعد القادم سيكون في "نيويورك".