تبدو هذه المعلومات غريبة نوعا ما، وخاصة أن الهدف من المناورات الروسية الصينية البحرية المشتركة هو صقل المهارات، والتعاون العسكري الروسي الصيني ليس موجها ضد أي بلد ثالث بحسب قول القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة لروسية الرئيس فلاديمير بوتين. لكن ماذا عن زيارة السفن الصينية إلى فنلندا، وميناء ريغا في لاتفيا، بعد مشاركتها في المرحلة الأولى من المناورات البحرية المشتركة "التعاون البحري-2017" في بحر البلطيق، وبعد مشاركتها في الاستعراض البحري المخصص لعيد القوات البحرية الروسية في مدينة سان بطرسبورغ؟
يرى بعض الخبراء أن لبكين مصالح في البلطيق خارج إطار الشراكة العسكرية الروسية-الصينية. على الرغم من إن بعض الأوساط العسكرية الغربية انتقدت دخول السفن الحربية الصينية إلى بحر البلطيق، واعتبر ممثلو الناتو المناورات المشتركة مع السفن الروسية تهديدا للعالم الحر وتحديا للناتو.
الخبراء العسكريون يقرأون في ذلك رغبة الصين في ترسيخ صورة إيجابية لقواتها البحرية في نظر الأوروبيين. وهي لا تريد إفساد علاقاتها مع أوروبا، بل على العكس من ذلك تسعى لتوسيعها. أما الصين بتعاونها العسكري مع روسيا وتنظيم مناورات مشتركة معها في بحر البلطيق، فهي كأنها لا تلاحظ المواجهة الحالية بين روسيا والغرب.
البعض الآخر يرى من جانبه اتجاها براغماتيا في زيارات الصين هذه، وأن من بين الدوافع الأخرى لظهور السفن الحربية الصينية في بحر البلطيق هو بدء تشكيل علاقة بين الصين والاتحاد الأوروبي، وهذا الموضوع إلى جانب العلاقات الصينية-الأمريكية يصبح تدريجيا في مركز اللعبة الجيوسياسية لديها.
أي أن الهدف الحقيقي لوجود الصين في البلطيق هو سعيها لتسوية مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية والبقاء شريكة لموسكو وأوروبا عموما.
المصالح الروسية الأمريكية الايرانية التركية! ماذا بعد داعش في سوريا
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل إن المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا هو أمر لا مفر منه؟ وإن المسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل؟
مع الانتصارات التي يحققها الجيش العريب السوري وخاصة في استعادته لمدينة السخنة الاستراتيجية مؤخراً، والتحضيرات المستمرة للقوات المسلحة مع التشكيلات الرديفة لأعمال لقتالية من أجل تحرير الرقة ودير الزور، تنشر أنقرة قواتها على طول الحدود مع سوريا، وتستعد لاقتحام حدود جارتها الجنوبية من جديد.
التشكيلات الكردية من روجا آفا تستعد أيضاً للمواجهة العسكرية مع الجيش التركي. بينما تبدي طهران قلقها الشديد بسبب تكثيف الاستخبارات الأمريكية نشاطها في المناطق الحدودية لكردستان الإيرانية.
أما واشنطن لا تنوي مغادرة سوريا قبل الحصول على ما تريد، وإلا فسيتعرض نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط للخطر، وهذا ما لن تسمح به الولايات المتحدة كنهاية لهذا الصراع الذي يستمر لعدة سنوات في سوريا. وفي هذا الاطار أصبح الأكراد بالنسبة للعم سام أداة مثالية لتنفيذ المخططات الأمريكية في الشرق الأوسط.
القيادة الإيرانية تعتقد أن الاستخبارات الأمريكية هي الجهة المنظمة لعمليات تسلل المتمردين الكرد إلى الأراضي الإيرانية، وتركيا لا تتخذ إجراءات للحد من هذه العمليات من خلال فتح حدودها للمتمردين.
وهنا يبدو بوضوح أن تضارب المصالح الذي يصعب إيجاد حل له قد طفا على سطح العلاقات التركية-الأميركية، كما يبدو ألا نية لدى واشنطن للتلاقي مع حليفها في الناتو. وفي المقابل، تخطط أنقره لحل المسألة الكردية عبر استخدام أسلوب القوة العسكرية القاسي؛ ما يعني أننا أمام موجة جديدة من الحرب.
بيونغ يانغ تهدد والولايات المتحدة تتوعد
الولايات المتحدة وحلفاؤها تواصل ممارسة الضغوط العسكرية والسياسية على كوريا الشمالية. وخلافاً لما هو الحال لدى واشنطن تسعى بكين استنادا إلى نهجها السياسي إلى إجبار الشمال والجنوب للانتقال من الاتهامات إلى الحوار. فقد تكررت خلال الأشهر الأخيرة تصريحات خبراء صينيين عن تردي العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية، حتى أن الاتصالات بين المسؤولين الكبار في البلدين جمدت. وإذا كان هذا صحيحا، فإن لقاء الوزيرين هو إعلان عن استئنافها.
الصين تدعو بيونغ يانغ إلى الامتناع عن انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي، والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى التوقف عن تأزيم الأوضاع في شبه الجزيرة، والجميع إلى ضبط النفس.
القيادة العسكرية الكورية أكدت ثبات موقف كوريا الشمالية بشأن المشكلة النووية. ويمكن تفسير هذا القول بما يعني أطلقنا الصواريخ وسوف نستمر في إطلاقها. وهذا إعلان خطير خاصة وإن التجربة الصاروخية التي أجريت في تموز/يوليو بينت للعالم أن مجمل الجزء القاري للولايات المتحدة هو تحت مرمى صواريخنا.
الخبراء العسكريون في كوريا الشمالية يرون أن من الضروري أن تكون لبلادهم القدرة على توجيه ضربة إلى الولايات المتحدة بصواريخ بالستية عابرة للقارات لمنع الغزو. ويؤكدون أن كوريا الشمالية لن تناقش أبدا مسألة برامجها النووية وإطلاق الصواريخ البالستية، التي تبررها الضرورات الدفاعية للحماية من التهديدات الأمريكية.
وزارة الدفاع اليابانية أصدرت تقريراً يشير إلى أن بيونغ يانغ تستكمل قدراتها النووية بنجاح. لذلك زاد الطلب على الملاجئ للحماية من القنابل الذرية، وتُجرى التدريبات اللازمة لإجلاء السكان. فيما أشار وزير الدفاع الياباني إلى إن بلاده تفكر بشراء معدات تسمح بتوجيه ضربة إلى القواعد الكورية الشمالية. وهذا سيكون تحولا حادا في السياسة اليابانية المبنية على الدستور الذي يمنع استخدام أسلحة هجومية.
وزير الدفاع يدرس خيارا يسمح بموجبه لقوات الدفاع الذاتي باكتساب القدرة على توجيه ضربة مباشرة إلى القواعد الصاروخية لكوريا الشمالية. وأن طوكيو سوف تسعى إلى تعزيز عمليات الترهيب من جانب الحلف الياباني-الأمريكي.
مسألة امتلاك اليابان أسلحة هجومية تناقَش منذ زمن من قبل الخبراء والأوساط العسكرية؛ لكن في الواقع لن تتمكن طوكيو في المستقبل المنظور من امتلاك أسلحة هجومية مثل قاذفات القنابل والصواريخ البالستية والطرادات والغواصات الذرية والصواريخ المجنحة.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم