واجتمع باقري مع نظيره التركي يوم أمس الثلاثاء، ومع وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي اليوم الأربعاء، في لقاء وصفته وسائل الإعلام التركية بأنه أول زيارة لرئيس أركان إيراني منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
ومن المقرر أن يجتمع باقري مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
وتدعم تركيا طرفا غير الذي تدعمه إيران في الصراع السوري المستمر منذ ستة أعوام. وتساند إيران الجيش السوري والقوات الرديفة له في التصدي لمسلحين يسعون للإطاحة بالرئيس الأسد ومنهم مسلحون تدعمهم أنقرة.
وتخشى تركيا من أن تؤدي حالة الفوضى في سوريا إلى زيادة نفوذ القوات الكردية التي تقول إنها على صلة وثيقة بالتمرد المستمر منذ فترة طويلة في مناطقها الجنوبية الشرقية وكذلك مقاتلي تنظيم "داعش" الذين يشنون هجمات داخل تركيا لذا فإنها تعمل مع إيران وروسيا على تخفيف حدة القتال في بعض المناطق.
قال مصدر إيراني إن باقري يرافقه قائد قوات الحرس الثوري الإيراني الجهاز الأمني الأقوى في إيران.
وقال باقري للتلفزيون الإيراني الرسمي لدى وصوله يوم الثلاثاء "لم تحدث زيارات كهذه بين البلدين منذ وقت طويل ولكن بالنظر إلى التطورات الإقليمية والقضايا الأمنية —أمن الحدود ومكافحة الإرهاب- فهناك حاجة لمثل هذه الزيارة".
وقال المصدر الإيراني إنه بالإضافة إلى الحرب في سوريا فإن الجانبين سيبحثان الصراع في العراق والتعامل مع المسلحين الأكراد في المنطقة الحدودية بين تركيا وإيران حيث تقول وسائل الإعلام التركية إن تركيا شرعت في بناء جدار على الحدود.
واتفقت تركيا وإيران وروسيا في مايو/ أيار على إقامة "مناطق عدم التصعيد" في سوريا في محاولة لوقف القتال في بعض المناطق بالبلاد ومنها محافظة إدلب الشمالية الواقعة على الحدود مع تركيا والتي اجتاحها منذ ذلك الحين متشددون على صلة بفرع تنظيم "القاعدة" السابق في سوريا.
وألقى ذلك بظلال من الشك في احتمال أن تنشر الدول الثلاث قوة لحراسة منطقة إدلب.
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لقناة "تي آر تي" التركية اليوم الأربعاء "المفاوضات المتعلقة بقضية إدلب لا تزال مستمرة".
وأضاف "بعد (زيارة) رئيس الأركان الإيراني سيحضر أيضا رئيس أركان الجيش الروسي إلى تركيا".
وتقول تركيا منذ أشهر إنها تقترب من شراء منظومة دفاع صاروخي من نوع إس-400 من روسيا وقال إردوغان في يوليو/ تموز إنه تم بالفعل التوقيع على الاتفاق.
وقال تشاووش أوغلو إن روسيا تفهم على نحو أفضل من الولايات المتحدة موقف تركيا بشأن تسليح المقاتلين الأكراد، لكنه قال إن المسؤولين الأمريكيين أخطروا تركيا بأن الشحنات التي تم إرسالها إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية في الآونة الأخيرة لا تشمل أسلحة.
وقال "الولايات المتحدة ترسل لنا كل شهر تقارير متعلقة بكميات الأسلحة التي ترسلها إلى وحدات حماية الشعب الكردية".
وأضاف أنهم أشاروا في أحدث التقارير "إلى إرسال عربات مدرعة وجرافة وعدم إرسال أي أسلحة".
وتتزامن المحادثات العسكرية المكثفة لتركيا مع إيران وروسيا مع إبرام اتفاق كبير للنفط والغاز يشمل شركات من الدول الثلاث.
وكانت شركة "يونيت إنترناشيونال" التركية قد أعلنت هذا الأسبوع أنها وقعت اتفاقا بقيمة سبعة مليارات دولار مع شركة "زاروبيج نفط" الروسية وشركة "غدير" الإيرانية القابضة للاستثمار من أجل التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في إيران.
وتدرس تركيا أيضا نقل المزيد من السلع عن طريق إيران إلى دولة قطر التي على خلاف مع جيرانها السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة.