ولكن، عبد الرحيم عبد القادر، الباحث في المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية، في تصريح لـ"سبوتنيك" قال إن الأزمة ليست أمنية بالمقام الأول، وزيادة العسكرية لن تؤدي لتوقف العمليات الإرهابية.
وتابع قائلا
"أوروبا بحاجة إلى حل للمشكلات السياسية، والتوقف عن التفكير في زيادة أعداد رجال الشرطة فالعسكرة ليست الحل".
من جانبه قال، الجنرال المتقاعد في القوات الجوية الفرنسية، جان فنسنت بريسيت، إن زيادة عدد رجال الشرطة ومهامها، التي تستهدف منع الهجمات الإرهابية لم تنجح في إيقاف الهجمات على باريس منذ يناير/كانون الثاني 2015 حتى الآن، والتهديدات لا تزال قائمة.
وتابع قائلا
"لقد باتت دوريات الشرطة التي تستهدف حماية المدنيين من العمليات الإرهابية أهدافا للإرهابيين، خاصة أنهم يتبعون طرقا غير نظامية، فتلك الدوريات ورجال الشرطة تعطي إيحاءا أن السياسيين يفعلون شيئا لحمايتهم، ولكنهم بالعكس فهم يخلقون أهدافا سهلة جديدة للإرهابيين، ويزيدون الخطر على المدنيين".
ومضى بريسيت قائلا "أوروبا كشفت عن ضعف الديمقراطية الحقيقي، الذي لا يجعل القيادة العليا قادرة على منح أذن بإجراءات استثنائية للشرطة، كما أن القيادة السياسية تظهر متسامحة جدا فيما يتعلق بالأمور التي لا ينبغي للمرء التسامح معها".
وكشف خبراء ومحللون سياسيون عما وصفوه بـ"الحل الوحيد"، لإنهاء أو تقليل الهجمات الإرهابية التي تضرب أوروبا.
وقال الجنرال الفرنسي المتقاعد: "انفتاح الحدود الأوروبية سواء على البحر المتوسط أو بين الدول وبعضها البعض، وراء تزايد عدد الهجمات الإرهابية في أوروبا".
وأضاف قائلا
"كافة أجهزة الأمن الأوروبية تواجه المشكلة ذاتها، ألا وهي سيولة الحدود، وهي جوهر الأزمة، خاصة وأن الدول تمتلك سياسات وقوانين مختلفة، ولا يوجد تواصل قوي بين تلك الدول، وعدم وجود أي تأشيرات أو أختام على عبور الحدود، وهو ما يسبب أزمة كبيرة في ضبط ومكافحة العمليات الإرهابية".
أما عن سبب الهجمات الأخيرة على برشلونة، فقال الباحث عبد القادر عبد الرحيم أن المقاطعة الكاتالونية باتت هدفا للإرهابيين، بسبب تساهل سلطاتها مع المهاجرين، وهو ما سمح بتسلل الإرهابيين في وسطهم.
ولكن في المقابل قال عبد الرحيم إن إغلاق الحدود لا معنى له، لكن المطلوب هنا تقنين المرور، وتفعيل نظم مراقبة واضحة وصارمة.
أما الحل الآخر بالنسبة لعبد الرحيم، هو مكافحة الإرهاب من منابعه، وحل المشاكل والنزاعات في الشرق الأوسط، التي أدت هجرة الآلاف إلى أوروبا وتسرب الإرهابيين في وسطهم، مشيرا إلى ضرورة حل أزمات العراق، الواقعة منذ عام 2003، وسوريا وليبيا منذ 2011.