فمن منطلق التسويق والتجارة المشروعة المُدرة للأموال يبدأ المسوّقون نشر أكاذيبهم، فذاك شخص يبحث عن عمل له ضمن شبكة الإنترنت ويقع في تلك الشباك التي تحمل بين خيوطها مزيجا من السم والعسل في آن واحد.
وفي التفاصيل: شركة كبيرة تطلق على نفسها اسم "الحلم الذهبي" تدّعي علناً أنها شركة تسويق مباشر للمنتجات التجارية تستغل حاجة الشباب للعمل فتقوم بنشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي وتستدرج ضحاياها إلى المقاهي العامة لتتم عملية الإقناع من قبل فتاة جميلة شابة.
فمجرد شراء أي شاب لذلك "الكوبون" أو القسيمة، يصبح وكيلا رسمياً لتلك الشركة، علماً أن هذه الوكالة "الرسمية" تُلزمه بنفس الوقت تأمين وإقناع عدة أشخاص من أصدقائه بالانتساب ثم الدفع لشراء المزيد من القسائم الورقية ليحصل بذلك هذا الوكيل مباشرةً على مبلغ 1000 ألف ليرة مكافأة له على جهوده (عن كل عملية انتساب).
فكلما أصبح موقع الوكيل متقدماً في ذلك الهرم كلما زادت نسبة أرباحه، وذلك طبعاً بعلمٍ وتنسيق مع المدير العام للشركة، الذي يقيم في إحدى المدن أو المقاطعات الرئيسية في الدولة.
هذه الحادثة تؤكد أنه لا بد لنا من نشر ثقافة التوعية في مجتمعاتنا…ولفت أنظار أبنائنا إلى ضرورة عدم الانجرار والانجذاب إلى أي كسب مالي يأتي بسرعة دون جهد.
كما تثبت مجدداً أن عين العدالة ممثلةً بقيادة الشرطة وفرع الأمن الجنائي في سوريا لم ولن يغفلا عن مثل هؤلاء العابثين، الذين باتوا اليوم نادمين غير مستمتعين بهذا الخداع، سوى أيام وأسابيع قليلة جداً فقط.
فسوريا، التي استطاعت بالتعاون مع حلفائها اليوم الخروج من نفق الأزمة والحرب والتآمر، قادرة على إقامة المعارض وفتح الجبهات معا، إضافة إلى ضبط كل من تسوّل له نفسه تجاوز القانون.
المادة تعبر عن رأي صاحبها