وذكر الكاتب بارلاص أن تصريح بترايوس جاء في أعقاب التطورات التي تلت رفض البرلمان التركي مذكرة "الأول من مارس"، التي تنص على مشاركة تركيا في التدخل العسكري الأمريكي في العراق، لافتا إلى أن الأهم من ذلك، أن الجنرال الأمريكي وصف كلا من العراق الواقع تحت الاحتلال، وتركيا البلد المستقل بأنهما "حليفان" لبلاده.
وأكد الكاتب التركي أن هذا التصريح يمكن أن يحتوي على أسرار فقدان الولايات المتحدة الأمريكية اعتبارها في العالم بأسره.
واعتبر الكاتب أنه ليس هناك من فرق بين بوش وترامب، موضحا أنه في تلك الفترة، كان منصب الرئاسة الأمريكية في عهدة بوش، أما الآن فترامب يحكم البيت الأبيض، لكن لا شيء تغير. احتلت الولايات المتحدة العراق بحجة "إمكانية وجود علاقات له مع القاعدة" أو "وجود أسلحة دمار شامل".
وأضاف: لكن واشنطن اكتفت بالتفرج فقط على "الإرهابيين" وهم يقصفون تركيا حليفتها على مدى خمسين عاما، من الأراضي العراقية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي، وأوصتها بضبط النفس.
وكأن كل ذلك لم يكن كافيا، تواصل الولايات المتحدة تسليح "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا.
وعن الحليف الحقيقي للولايات المتحدة، قال بارلاص: باختصار، أن تكون حليفا للولايات المتحدة الأمريكية لا يعني الشيء الكثير. إذا وضعنا في الاعتبار أنها احتضنت عناصر "تنظيم غولن"، أو أنها اكتفت بالتفرج على الانقلابيين فقط، يمكننا عندها أن نرى مدى خطورة التحالف مع الولايات المتحدة.
وعلى الأغلب، الحليف الحقيقي الوحيد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو إسرائيل.
فواشنطن دعمت تل أبيب في اجتياحها للبنان بسبب جنديين اختطفا، وأقرت الانتهاك الإسرائيلي للأراضي اللبنانية. لكن الإدارة الأمريكية أوصت وما زالت توصي تركيا بالصبر في مكافحة الإرهاب.
وتساءل الكاتب "ما هذه القوة العظمى؟" مبينا أنه بينما تهدد الولايات المتحدة اليوم كوريا الشمالية البلد الصغير، لا تأتي على ذكر مخزونها نفسها من الأسلحة النووية. فما هو مدى تقبل الضمير العالمي تصوير الولايات المتحدة لكوريا الشمالية على أنها تهديد نووي؟
وختم بالقول: ومن جهة أخرى، يتعامل الرئيس ترامب بتسامح مع "النازيين الجدد"، الساعين إلى إعادة الولايات المتحدة للعصور المظلمة، لأنهم يشكلون الحاضنة الانتخابية له…خرّبت الولايات المتحدة العراق الذي تحتله، لكنها الآن أشبه ما تكون به.