لم تكن محافظة طرطوس يوماً بعيدة عن روسيا إلا بالبعد الجغرافي الذي لم يعيق الزيارات الدائمة للبحارة الروس والضباط المتدربين الذين كانوا يحجون إلى القاعدة العسكرية الروسية البحرية في طرطوس قبل أن تنضم إليها أختها قاعدة حميميم ليصبح لمدينة طرطوس موقعاً سياسياً وإستراتيجياً عسكرياً متقدماً بالنسبة للبلدين وصولاً إلى التعاون الإقتصادي والأهم من ذلك تشرفت مدينة طرطوس بأن يطلق عليها إسم "أم الشهداء" بجدارة لما قدمه أبناؤها من تضحيات كبيرة طيلة فترة الحرب فإستحقت التكريم وتأتي في هذا الوقت زيارة الرئيس بشار الأسد لهذه المدينة كرسالة تؤكد البعد الإستراتيجي لهذه المدينة على المدى البعيد والإهتمام الخاص بها وبأبنائها والمشاريع الإنمائية فيها ،بغض النظر عن طبيعة الزيارة التي جاءت بطابع شعبي بسيط تعود الرئيس الأسد الإلتزام به في مختلف المدن السورية التي زارها.
أمين فرع حزب البعث العربي الإشتراكي مهنا مهنا خلال كلمته قال: سيكتب التاريخ ان هذه العلاقة بين البلدين اتسمت بالاستمرار والثبات وشهدت تطورا غير ملامح العالم وألغى القطبية الواحدة وكان الجيشان شريكان بالتضحية والدم وحاربا الإرهاب على مساحة الأرض.
يقول رئيس اللجنة الأمنية في طرطوس مهنا مهنا:
حضور السيد قائد القوات الروسية العليا وممثل قائد القوات السورية بالإضافة إلى مركز حميم وعدد كبير من ضباط الجيش السوري وقيادات سياسية ومحافظة طرطوس بالإضافة إلى أسر الشهداء ورجال الدين ، زارنا أمس وفد روسي كبير لتكريم شهداء وجرحى الجيش العربي السوري ، هذا التكريم لم يكن لمحافظة طرطوس فقط وإنما هناك جولة على معظم المحافظات ، بالأمس كان في اللاذقية وقبلها كان في محافظة أخرى واليوم في محافظة طرطوس ،رمزية هذا التكريم هي أولأً: تعود لأسباب تاريخية وإلى العلاقة غير التقليدية بين روسيا وسورية ، العلاقة بين البلدين هي علاقة شعبين على مر السنين تجاوزت كل الصراعات التاريخية الموجودة في المنطقة وإتصفت بالثبات والديمومة والإستمرارية لأنها رغبة وإرادة شعبي البلدين ، وهذا التكريم الذي حصل البارحة في طرطوس في الحقيقة كان له صدى شعبي كبير جداً، إذ أن الضباط الروس الذين إعتدنا أن نراهم في محافظة طرطوس على مر سنوات طويلة بل أكثر من ذلك تكونت بينهم وبين أبناء محافظة طرطوس علاقات وصداقات طيبة
وأردف مهنا:
الأمن السوري من الأمن القومي الروسي بكل تأكيد بل هو خط دفاع حقيقي عن روسيا من جهة ، ومن جهة أخرى روسيا ليس لها أي ماضي حسب قناعة كل مواطن سوري وكل مواطن في هذه المنطقة لم تكن دولة معتدية ، روسيا إتصفت بتطبيق القانون الدولي والعدالة الدولية وإحقاق الحق وليس لها أي ماضي في إستعمار الشعوب على خلاف الولايات المتحدة الأمريكية ودول الإستعمار القديم كفرنسا وبريطانيا وغيرهما ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر نعم وجود القاعدة الروسية في سورية أتى وقوفاً عند رغبة الشعبين والقيادتين في البلدين.
وأضاف مهنا:
هناك مسألة مهمة تكمن في أن سورية وروسيا وبعض الدول الأخرى الصديقة شكلوا محور السيادة والإستقلال على مستوى العالم ، فوجود القاعدة الروسية في سورية بمكانه وحقيقة لو سألت أي مواطن سوري ستراه مرحباً بها بإعتبارها عامل أمان وصمام أمان بالنسبة للسورين وخاصة أبناء المنطقة الساحلية ، من جهة ثانية ربما البعض ينظر إلى هذا الأمر من خلال وسائل الإعلام الغربية وغيرها كما نشاهد كيف يتحدثون عن وجود القاعدة الروسية في طرطوس ، وجود هذه القاعدة بالنسبة لنا هو ضرورة حيوية وهامة جداً لطالما أصبحت هناك وحدة بالدم الروسي والسوري فمن المهم وجود أكثر من قاعدة ، ونحن نرحب بذلك ، وفي الحقيقة ليس لدى السوريين إلا النظرة الإيجابية في هذا الإتجاه.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم