واعتبر السياسي السوري الدكتور سعد القصير، أن هذه الخطوة تعبر عن انهيار كامل في صفوف تنظيم "داعش" في مناطق الاشتباك ذات الطبيعة الخاصة، حيث أن قرار التسليم لا يمكن أن يتخذه الإرهابيون فرادى، باعتبارهم يحاربون بشكل عقائدي، ما يدل على أن قيادات التنظيم الإرهابي هناك إما تم تصفيتها بالكامل، أو غيرت منهجها وفضلت السلامة.
وأضاف القصير، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد 27 أغسطس/ آب 2017، أن الهجمات التي شنتها القوات اللبنانية وقوات حزب الله والجيش العربي السوري، دفعت مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي إلى تسليم أنفسهم، بعدما وجدوا أن جميع الأطراف تحقق تقدماً واضحاً، لن يترك لهم مجال للحركة، دون اتخاذ الخطوات المعتادة، مثل تفخيخ الأماكن أو العمليات الانتحارية.
وتابع "الاتفاق الذي من المنتظر الإعلان عنه الآن، سوف يخلق حالة كبيرة من الجدل، خاصة أنه — حسب ما هو متاح عنه من معلومات — يقضي بأن يسلم الإرهابيون أنفسهم إلى الجيش السوري وحزب الله، بحيث يتم نقلهم إلى دير الزور، وفي المقابل يقدموا كافة التفاصيل المتعلقة بمصير الأسرى من جنود الجيش اللبناني، المحتجزين لديهم منذ فترة طويلة جدا".
وأوضح السياسي السوري أن الجدل يمكن أن يتعلق بنقل مسلحي تنظيم "داعش"، الذين يقدر عددهم حالياً بنحو 500 مقاتل، إلى دير الزور، التي تستمر فيها أعمال القتال حتى الأن، خصوصاً أن عمليات النقل كانت تستهدف إدلب وليس دير الزور، وبالتالي فإن القوات السورية ستكون مضطرة إلى إعادة توزيع جهدها مرة أخرى لتحرير مناطق تواجد الإرهابيين، وخلق مناطق نزاع جديدة.
وأعلن الجيش اللبناني وقفا لإطلاق النار في جرود القاع، اعتبارا من الساعة السابعة، صباح اليوم الأحد، بتوقيت بيروت. وقال الجيش إن وقف إطلاق النار يأتي لإفساح المجال للمفاوضات حول العسكريين المخطوفين لدى تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويخوض الجيش اللبناني، منذ السبت الماضي، عملية "فجر الجرود" ضد تنظيم داعش في جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع عند الحدود الشرقية مع سوريا. وسجل الجيش تقدماً على أكثر من محور في تلال القاع ورأس بعلبك بعد تغطية كثيفة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، ومشاركة الطوافات الحربية.