ودائما في كل خسارة تلحقها القوات العراقية بتنظيم "داعش"، يقع "الدواعش" أمام خيارات أربعة هي: الهرب نحو دول جوار العراق، إما الموت، أو الاستسلام، أو الاختباء مثل الزواحف والحشرات في الجحور ومنها يتم اعتقالهم وتقديمهم إلى القضاء.
وتسلط "سبوتنيك" الضوء على آخر تطورات عمليات "قادمون يا تلعفر" التي تقترب من إعلان النصر على تنظيم "داعش" الإرهابي في وكره الأخير بمحافظة نينوى شمالي العاصمة بغداد.
وحول ذلك.. كشف المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، العميد يحيى رسول، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك"، الثلاثاء 29 أغسطس/آب، عن إحباط هروب لعناصر "داعش" الإرهابي من معقلهم الأخير إلى دولة أخرى.
أكد رسول أن ما تبقى من قضاء تلعفر، فقط ناحية العياضية — تحصن فيها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، وكانوا يحاولون الهرب باتجاه الأراضي السورية.
وتدارك رسول، لكن القوات العراقية ضيقت الخناق على عناصر "داعش"، وأغلقت كل المنافذ، مما حال دون هربهم من العياضية وهي تقع شمال غرب تلعفر بحدود 11 كلم باتجاه سنجار، وهي الأقرب إلى سوريا.
وأكمل: في الوقت الذي باشرت فيه قوات الفرقة التاسعة مع قطعات الشرطة الاتحادية وفرقة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، اقتحمت ناحية العياضية.
وأضاف رسول، أن القوات مستمرة بعمليات تقدمها، قائلاً "لن يطول بقاء الإرهابيين في الناحية".
وعن عدد عناصر "داعش" الإرهابي الذين تم قتلهم أثناء عمليات تحرير مناطق وأحياء وقرى تلعفر، أفاد رسول في حديثه لنا، بأن التقديرات الاستخباراية التي لدى العمليات تشير إلى وجود (1400-1600) عنصر.
ويقول رسول:
قتلنا العشرات من عناصر "داعش"، إذا لم أقل المئات، وفي كل محور هناك عملية استهداف للدواعش وتم قتل العديد منهم على يد القوات المتقدمة لتحرير القضاء، واعتقد بعد المعركة سيكون هناك إيجاز بالخسائر البشرية والمساحة والمعدات التي تكبدها التنظيم في العملية.
ونوه رسول إلى أنهيار عناصر "داعش" الإرهابي في معركة تلعفر — خلال ثمانية أيام تمكنت فيها القوات العراقية من استعادة وتحرير ناحية المحلبية ومركز القضاء وهم يضم 29 حيا وعشرات القرى، وتضيق الخناق على التنظيم في ما تبقى من ساحة العمليات.
واختتم رسول، رغم ذلك هناك مقاومة شديدة من قبل عناصر "داعش" في العياضية، لأنهم أصبحوا محاصرين وليس أمامهم إما أن يسلموا أنفسهم أو تقضي عليهم القطعات العراقية.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن قائد عمليات "قادمون يا تلعفر"، الفريق قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، اقتحام ناحية العياضية، والتي تعتبر آخر معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في تلعفر شمال غرب العراق.
أكد قائد الشرطة الاتحادية العراقية، الفريق رائد شاكر جودت، في بيان تلقته "سبوتنيك"، أن قطعات قواته تخوض قتالا شرسا وتتوغل في جنوب العياضية وتصل الشارع العام وتندفع وحدات أخرى من الشرق باتجاه السلسلة الجبلية.
وكان رئيس الوزراء العراقي، قائد القوات المسلحة، حيدر العبادي أعلن، يوم الأحد 20 آب/أغسطس، أن القوات العراقية بدأت هجومها لاستعادة تلعفر، مهددا المسلحين بأنه ليس أمامهم سوى الاستسلام أو الموت.