لم تأت دعوة جمهورية مصر العربية إلى المشاركة في قمة بريكس من فراغ وإنما كانت مدروسة بعناية فائقة في ظل المتحولات الدولية الراهنة وإنطلاق عالم جديد متعدد الأقطاب يواجه عنجهية الولايات المتحدة الأمريكية.
فهل ستأخذ مصر مكانها كقوة إقليمية في هذا القطب الجديد، وما هو الدور المنوط بها لتحقيق شراكة سياسية وإقتصادية وحتى عسكرية جدية؟
حتماً لعبت روسيا دوراً محورياً في تقديم مصر لهذه القمة بغض النظر أي إعتبار آخر لموقع ومكانة مصر في الإقليم، كيف ستتعامل مصر مع هذا التطور وهل لديها فعلاً الإمكانات اللازمة للقيام بهذا الدور؟
هل يمكن أن يساعد ذلك مصر على إتخاذ فرارت حازمة بشأن الملفات التي تلعب روسيا دوراً كبيراً فيها وعلى رأسها الملف السوري وتتحرر من قيود إقليمية ودولية سمحت في بعض الأحيان بإبتزازها؟
حول هذه المحاور استضفنا في حلقة اليوم الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور محمد سيد أحمد:
يقول الدكتور سيّد أحمد:
أنا أعتقد أن مصر منذ 30 يونيو وبعد الإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية من سدة الحكم وهي تتجه صوب علاقات معتدلة إلى حد كبير، وأعتقد أن مصر خرجت من الحض الأمريكي الذي بقيت فيه لفترة طويلة لما يقرب من أربعة عقود خلال حكم الرئيسين السادات ومبارك. حان الوقت لإعادة تشكيل القوة الدولية من جديد، لم نعد في زمن القطب الواحد، عدنا إلى زمن الأقطاب المتعددة والدب الروسي يعود من جديد وبقوة، ومصر لها علاقات تاريخية مع روسيا، وهذه العلاقات جديرة بأن تعود من جديد خاصة أن روسيا بدأت تلعب دوراً هاماً في المتوازنات الدولية ودوراً محورياً في القضايا الدولية وهي دولة تتعامل مع حلفائها من أرضية الإحترام وإحترام السيادة الوطنية على عكس الولايات المتحدة الأمريكية، بإعتقادي أن مصر بما فيها القوى الشعبية والقوى السياسية سوف تدفع بإتجاه توطيد العلاقات مع روسيا وخاصة أننا يمكن أن يتم التنسيق على أكثر من مستوى، ونحن نأمل ونطمح في أن ندخل مجموعة دول بريكس كقوة إقتصادية مهمة في العالم والقوة الإقتصادية الناشئة، أظنها نقلة مهمة للغاية ويمكن لمصر أن تستفاد منها إستفادة كبرى في تنمية مستقلة حقيقة على عكس التمنية وفقاً للمنوذج الرأسمالي الغربي التابع، مصر دفعت الكثير في إطار التبعية لهذا النموذج وهذا أضر كثيراً بالوضع الإقتصادي والإجتماعي للغالبية العظمى من المصريين.
وأردف الدكتور سيد أحمد:
وأضاف الدكتور سيد أحمد:
أنا أؤكد أن هذا التنسيق الجديد وهذا التطور في العلاقة المصرية الروسية سيؤدي حتماً إلى تغيير في المواقف على الرغم من أنني أوكد طوال الوقت وخاصة بما يتعلق بالملف السوري أحد أهم الملفات التي تديرها روسيا ببراعة شديدة، أوكد على أن الدور المصري لم ينقطع يوماً واحداً وأن العلاقات المصرية السورية لم تنقطع لحظة واحدة، هناك تنسيق ما بين الجانب الأمني والعسكري بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب بشكل كبير، ولعل زيارة رئيس الإستخبارات السورية لمصر مؤخراً وأن تعلن مصر عن هذه الزيارة لنظيره المصري أعتقد أن هذا يؤكد ويدعم أن العلاقات مستمرة وممتدة وحان الوقت الآن للإعلان عن ما كان يتم في السر بعيداً عن أعين الخليجي والصهيوني والأمريكي الذين كانوا يتربصون بمصر، وأظن أن التقارب المصري الروسي يشجع مصر ويشجع القيادة المصرية على إتخاذ موقف واضح فيما يتعلق بهذه الملفات السوري واليمني والعراقي والليبي ونعلم أن ليبيا هي الإمتداد الطبيعي للأمن القومي المصري من الغرب، كما أن سورية والعراق واليمن يشكلون إمتدات للأمن القومي المصري من الشرق، نعلم أن هذه الملفات هامة للغاية، ولكن تظل الأزمة السورية هي الأزمة الأبرز والأكثر إحتياجاً للمعالجة في الوقت الراهن خاصة أن سورية صمدت أمام حرب كونية منذ ست سنوات وأعتقد أنه في حال حسمت القضية السورية وإتحدت مصر وسورية بشكل حقيقي يمكن أن تحل المشاكل في العراق وفي ليبيا واليمن لأن فلول الإرهاب في هذه الدول أقل بكثير من الوجود من الجماعات الإرهابية والتكفيرية الموجودة على الأرض السورية.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم