أما سهى صاحبة الوجه الجميل، والتي لم تتجاوز الثمانية أعوام، فتقول: "لو أننا نخاف لكنا متنا منذ زمن. نحن أطفال دير الزور نحن شباب المستقبل صامدون في مدينتنا حتى النهاية".
وتضيف سهى: "فك الحصار عنا هذا ما وعدنا به الجيش ووعدناهم بأننا لن نخاف وأن ندرس ونجتهد".
عبد الله الذي انهدم منزله واستشهد أخوه الرضيع، ووالدته، يعيش حاليا مع والده في منزل جدته التي تحاول تعويضه حنان الأم، الذي فقده يقول لمراسل "سبوتنيك": "أريد أن أصبح مهندسا عندما أكبر لكي أعيد بناء محافظتي لتعود الحياة كما كانت قبل الحرب"، تدمع عيناه وهو يقول: "أشتاق لوالدتي كثيرا ولأخي أحمد، فـ"داعش" رمت الصواريخ على منزلنا فتهدم واستشهدت أمي وأخي".
يكمل عبد الله، "استشهد الكثير من الأطفال نتيجة الصواريخ التي كانت ترميها "داعش" كما توفي العديد نتيجة الجوع، فمنذ ثلاثة أعوام لم نتناول البسكويت أو شوكولا ولم نستطع ممارسة حقنا في اللعب والدراسة، ومن يمرض لا يوجد له دواء، اليوم أصبح أفضل بعد فك الحصار وبذلك نستطيع أن نعود للمدرسة وأن نلعب ونتناول الطعام ولكنني حزين لأن والدتي وأخي ليسوا معنا".
فؤاد وسهى وعبد الله هم مثال لأطفال ديرالزور، الذين فك الحصار عنهم، الذين اجتازوا الخط الفاصل بين الطفولة والشباب، فأصبحوا شبابا بقلوب وأعمار بريئة وصغيرة.
أطفال ديرالزور هم قصة حلم، وقصيدة أمل بالحياة وخاطرة صفاء، يقول أحد الحكماء: "أن تزرع بذور القوة في أطفالك أسهل من أن تداوي رجالا محطمين"، وهذا ما فعله الحصار بأطفال ديرالزور زرع بهم القوة وكانوا كفؤا.