أجرت مراسلة "سبوتنيك" حوارا مع المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، العميد طلال سلو، وهذا نص الحوار:
سبوتنيك: التطورات العسكرية على الأرض في الرقة؟
طلال سلو: هناك 14 حيا تم تحريرها في مدينة الرقة سابقا، تبقى فقط تحرير بعض الأحياء بينها الجنائية، وقصر العابدي، ومبنى مدينة الرقة، وقوات سوريا الديمقراطية حاليا في المربع الأمني، داخل منطقة تجمع تنظيم داعش الإرهابي.
سبوتنيك: كم تبقى من مدينة الرقة تحت سيطرة داعش؟
طلال سلو: أصبحنا نسيطر على ما بين 65 بالمئة إلى 70 بالمئة من مدينة الرقة، أي أن من 30 بالمئة إلى 35 بالمئة تحت سيطرة داعش، محافظة الرقة خالصة، لأننا قبل تاريخ 6 /6 حررنا الريف بالكامل، وأعلنا بدء عمليات تحرير المدينة، فريف الرقة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بالكامل، عدا الريف الجنوبي، لكن قواتنا موجودة هناك وتحاصر المدينة أيضا.
سبوتنيك: بالنسبة للتطورات في دير الزور…ما هو موقفكم من تقدم الجيش السوري؟
طلال سلو: الجيش السوري يبعد عن مجال عمليات قوات سوريا الديمقراطية، وبين الطرفين يتواجد تنظيم داعش، الجيش السوري يتوجه من جنوب مدينة دير الزور شمالا، وقواتنا من الشمال باتجاه الجنوب، وبينهما داعش، قواتنا تحرر من الشمال، وقوات النظام تحرر من الجنوب، وفيما يتعلق بالصدام مع الجيش، في حال تم الانتهاء من هذه المرحلة والقضاء على داعش بين الطرفين، سنكون وجها لوجه مع قوات النظام، وبعد انتهاء داعش تعليماتنا واضحة لقواتنا بألا يكون هناك استهداف لا للنظام ولا القوات الحليفة معه، الروسية، والإيرانية، وحزب الله، وسبق أن وجهنا تحذيرا للنظام والقوات الحليفة معه، بأننا في حال تعرضنا لهجوم أو استهداف سوف نرد وهذا حقنا الشرعي، ونحن لا نسعى للصدام مع الجيش السوري، ومن المؤكد أن تعليماتنا هي ألا يتم استهدافهم، ونحن نرى أن مستقبل العلاقات بينا وبين النظام، هو مثلما تطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الآن، بإجراء مفاوضات مباشرة بين النظام السوري والمعارضة، ونحن حاليا نعتبر المعارضة رقم واحد كوننا نسيطر على أكثر من 35% من الأراضي السورية، هي لدينا نحن، ومجلس سوريا الديمقراطية هو الواجهة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، وهو من سيبحث العلاقة بيننا وبينهم، ومستقبل سوريا.
سبوتنيك: هل ستشاركون في المفاوضات الجارية سواء أستانا أو جنيف؟
طلال سلو: لا، حتى الآن لم يتم دعوتنا كقوات سوريا الديمقراطية، أو مجلس سوريا الديمقراطي، وسبق أن طالبنا التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بأن يكون هناك تواجد لنا في المفاوضات، لكن ما ذكروه لنا سابقا قبل سنتين، أن ما ترونه الآن هو مجرد جلسات ومشاورات، والأمر بعيد عن جلسات حقيقية لبحث مستقبل سوريا، وعندما يحين الوقت وتجتمع الأطراف للبحث الحقيقي والجدي في مستقبل سوريا، من المؤكد أننا سنكون موجودين على الطاولة، على طرف أساسي، ما نراه الآن ويراه الإعلام والرأي العام العالمي سواء في أستانا أو جنيف، هو أنه لا يوجد أي تقدم، ولا يوجد أي مجال للبحث في مستقبل سوريا، ما نراه عبارة زيارات ودعوات هنا وهناك، ولا يوجد أي شيء جدي حتى الآن.
سبوتنيك: عسكريا…كم تبقى في يد داعش في دير الزور؟
طلال سلو: لا يوجد لدينا معلومات عن دير الزور؛ لأن ما نسعى له في الحملة أساسا هو تحرير ما تبقى من الجزيرة السورية، إضافة إلى شرقي نهر الفرات، أما مدينة دير الزور من الممكن أن داعش موجود، وقوات النظام موجودة، لكن قواتنا لم تصل حتى الآن إلى المدينة، وهدف قواتنا الأساسي تحرير ريف الجزيرة، وما نسعى له من الحملة فقط هو تحرير ما تبقى من ريف الجزيرة وشرق الفرات وليست لدينا معلومات إضافية أو كافية عن تواجد النظام وداعش في المدينة، مناطق دير الزور جنوبا وشرقا لا تهمنا، المهم هو شمال دير الزور، وهو حاليا قاب قوسين من أن يكون تحت سيطرتنا بالكامل.
سبوتنيك: كم تقدر مساحة ريف الجزيرة إذا؟
طلال سلو: ريف الجزيرة معنا بالكامل، عدا منطقة ممتدة من الشدادي باتجاه نهر الفرات، يعني عشرات الكيلومترات فقط لا غير، وليس أكثر.
سبوتنيك: هذه هي المناطق التي تبقت لكم فقط من أجل إكمال تحرير ريف الجزيرة؟
طلال سلو: نعم، حاليا، النقاط التي انطلقت منها الحملة لتحرير الجزيرة، أبو فاس وأبو خشب، محورين ضمن الحدود الإدارية لمدينة دير الزور، ويعتبر أن ما تبقى تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، نستطيع القول بأن الجزيرة انتهى وضعها، وحررت بالكامل، ودخلنا في المرحلة الثانية لتحرير شرق نهر الفرات، الذي نسعى لتحريره حاليا.
سبوتنيك: تتوقعون تحرير ريف الجزيرة بالكامل في أيام؟
طلال سلو: من المؤكد أن تحرير هذه المنطقة لن يتأخر، المنطقة أصبحت تحت سيطرتنا بشكل شبه كامل، وقواتنا وصلت للمنطقة الصناعية، شمال مدينة دير الزور، وتقريبا الريف شارف على الانتهاء، وللتوضيح أطلقنا الحملة لتحرير الجزيرة، أمس الأول، لكن قواتنا كانت تعمل قبل عدة أيام لتحقيق عنصر المفاجأة ضد العدو، نبدأ بالحملة أولا، ولكن لم نعلن عنها، وأمس فقط أعلنا عنها، وما تبقى جزء بسيط، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى فقط خلال أيام، وليس الانتهاء من الحملة بشكل كامل.
سبوتنيك: الانتهاء من المرحلة الأولى فقط؟
طلال سلو: قواتنا حاليا في المنطقة الصناعية بعد نهر الفرات الذي يقسم دير الزور شمالا وجنوبا، ونحن حاليا شمالا، وشرق الفرات هو حاليا مسرح عمليات قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، سننتهي من جزء بسيط من ريف الجزيرة، وسنعلن تحريره بالكامل خلال عدة أيام، سيتبع ذلك عدة مراحل حسب سير المعارك، والموقف الدولي، فالتحالف أحيانا ليس مستعدا ونضطر لانتظاره لأنه حليف أساسي عسكريا، وعامل أساسي، في نجاح قواتنا وعمليات التحضير التي تقوم بها للقضاء على داعش.
سبوتنيك: وسياسيا لم يتم دعوتكم لحضور أستانا؟
طلال سلو: تعلمين أنه حتى الآن المباحثات التي تتم للأسف عبارة عن مسرحية هزلية ولا زال الإرهاب يسري في سوريا، ولا زال الشعب يتعرض للتشريد والقتل، وما نراه دعوات من هنا وهناك، الغاية منها أنهم يذهبون في سياحة فقط.
سبوتنيك: متى تنتهي معارك دير الزور وتلتقي "قسد" بالجيش السوري؟
طلال سلو: حسب سير المعارك، بحسب تجاربنا السابقة، لا نستطيع أن نحكم أو نضع توقعات حاسمة أو نتنبأ بجدول زمني، ممكن أن يحدث مفاجآت، أو بحسب استعدادات العدو عسكريا، يستخدم الألغام، والسيارات المفخخة.
أجرى الحوار — سارة نور الدين.