دولة الإرهاب غير باقية ولكنها تتمدد هذا أمر بات واقعاً، ففي ظل الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في سورية وكذلك الأمر في العراق تجري عملية هروب واسعة النطاق للمجموعات الإرهابية نحو مناطق مختلفة من الداخل السوري وخارج البلاد نحو تركيا والأردن ويتضح أن عدداً لايستهان به من هذه المجموعات الإرهابية الأجنبية بدأت بالعودة إلى أوطانها، مايؤكد ذلك تصريح هيئة الأركان الروسية بأن التهديد الإرهابي يتصاعد عند الحدود الجنوبية لرابطة الدول المستقلة، عدا عن الأحداث التي تجري في الإقليم في مصر والعراق وتركيا وحتى تونس والجزائر وغيرها وصولاً إلى دول الغرب المتحضر الذي كان له دوراً أساسياً في تحضير وتدريب ودعم هذه المجموعات الإرهابية المسلحة.
هل هروب المجموعات المسلحة من الأراضي السورية والعراقية هو من يشكل القلق الإقليمي والدولي المتزايد حالياً؟
على أي مرتكزات تقف التخوفات الروسية من تمدد الإرهاب نحو روسيا وما الذي تملكه من معلومات بهذا الشأن؟
ماهي الإجراءات التي ستتخذها روسيا من أجل التعامل مع هذا الخطر المتمدد إلى حدودها وهي الدولة الأولى في العالم في قيادة حملة مكافحة الإرهاب ما سبب الكثير من الغضب لدى مستثمري الإرهاب؟
الخبير بالشأن السياسي تيمور دويدار يقول:
العملية الاستباقية لإشراك روسيا في حل الأزمة السورية هو لب الموضوع، وهو الشأن الرئيسي عندما تحركت روسيا لحماية السوريين من هذه الآفة، والسبب الآخر هو حماية روسيا من هذا الداء، والمشكلة هنا ربما أبعد من سبع سنوات، نحن على مدى سبع سنوات ونرى كيف هؤلاء الإرهابيون يعبثون في الشرق الأوسط، وبالحقيقة هذه المجموعات الإرهابية كانت متواجدة ربما منذ 25 عاماً في منطقة الشرق الأوسط وتمددت نحو شرق آسيا في الإتحاد السوفييتي أو جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق ، والآن الأركان الروسية تتدحث عن ذلك ، لذا من هنا يتضح أنه يتم تفعيل مقاومة الإرهاب ومكافحته في تلك الجمهوريات وصد هؤلاء الذين سوف يقومون بالرجوع من سورية ومن ليبيا وسيناء وكل هذه المناطق التي تواجدوا فيها لتفعيل مجموعاتهم النائمة داخل أراض دول شرق آسيا.
هنا تكمن المشكلة الأساسية بين روسيا والغرب فالسيد بوتين والكرملين أفشلوا الخطة التي كانت تهدف إلى تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة متحاربة أو إمارات حرب صغيرة ، وصراحة هؤلاء لم يكونوا حتى يعقلون أو يدركون مالذي يمكن أن يتعرضوا له من قبل هؤلاء الذين حضروهم ودربوهم ودعموهم وزودهم بالسلاح والمال أو هيئوا الفرص لهم ، لذلك علينا نحن جميعاً أن نكون مستعدين لهم ، وبالمقابل نحن في روسيا علينا أن نكون واضحين في موقفنا تجاه هذه المأساة ونحاول الحفاظ على أمننا، وإن كانت الدول الأوروبية لاترى في هذا أي مشكلة فهذه مشكلتهم صراحة.
أما الدكتور حسام شعيب الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية المسلحة فيقول:
باعتقادي وجهة النظر الروسية التي اتخذتها الحكومة الروسية صحيحة لجهة أن هناك مخاطر حقيقية من تحول سورية إلى بقعة جغرافية ومنطلق حقيقي نحو الدول المستقلة المحيطة بروسيا الاتحادية، وبالتالي المشروع الأمريكي هو استخدام الإسلام السياسي الإسلام الذي يحمل الفكر الوهابي لتطويق روسيا وهنا الايديولوجية الدينية تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في استقطاب ما يسمى الجهاديين من العالم وكلنا يتذكر أن أفغانستان ليست بعيدة عن الذاكرة الساسية في المنطقة، أفغانستان التي أرادت أمريكا استقطتاب ما تبقى من عناصر القاعدة وقياداتها والذي يسمى حقيقة حالياً بداعش واليوم يجري بعد أندحار داعش في سورية وإلحاق الهزائم المتكررة بهم في الجغرافيا العراقية والسورية، وأتحدث عن سورية بالتحديد لماذا؟ لأنهم أرادوا أن تكون الجغرافيا السورية كما أشرت منطلقاً لهذه المجموعات الإرهابية المنظمة سواء نحو روسيا أو الصين، وسمعنا خطاب الرئيس ترامب مع توليه السلطة عندما تحدث عن خطر الصين لذلك هم يريدون استخدام الإسلام السياسي الذي لا يقلق دول الغرب وتحديداً الولايات المتحدة لتحقيق أغراضهم، ولعل ما يقلق الولايات المتحدة هو الفلتان الحاصل نتيجة تشابك استخباراتي واشتباك حقيقي في الميدان، وهذا ما انعكس من خلاف سعودي قطري حتى داخل الجغرافيا السورية في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم