قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال بن هودجز أطلق تصريحا غريبا، أشار فيه من احتمال استخدام روسيا المناورات كـ"حصان طروادة" للتوغل في بولندا والمناطق التي تتحدث الروسية في دول البلطيق.
وقال وزير الدفاع الليتواني ريمونداس كاروبليس لـ"رويترز": "لا يسعنا التزام الهدوء التام. فهناك حشد عسكري أجنبي كبير قرب الأراضي الليتوانية".
وعن التصريحات الغربية حول "زاباد"، قال الخبير العسكري المصري، العميد طارق الحريري، لـ"سبوتنيك": أعتقد أن الأوضاع الدولية الآن مختلفة عما كان وقت الاتحاد السوفيتي سابقاً، بخلاف أن "سياسة الدولة الروسية لا تميل إلى الاعتداء على دول ذات سيادة كما يلمح الناتو".
وأوضح أنه ما حدث في بولندا وتشيكوسلوفاكيا، وقت وجود الاتحاد السوفييتي غير قابل للحدوث حاليا، مؤكداً أن "الدولة الروسية ليست بالحماقة التي تجعلها تتكبد خسائر كبيرة".
وأكد الحريري أنه ليس موجوداً لدى الروس أي رغبة في الهجوم على دول أخرى، سواء على حدودهم أو أبعد من ذلك، مشيراً أن السياسة الروسية الآن ليست قائمة على نفس الأفكار السابقة وقت الاتحاد السوفيتي.
وذكر الحريري، أنه إذا كنا سننظر للأزمة السورية، فالروس ذهبوا هناك بناء على طلب الحكومة السورية المعترف بها دولياً، وما زالت الحكومة الممثلة في المنظمات الدولية، ولها سفارات في أغلب دول العالم، موضحاً أن ذلك التدخل بناء على اتفاق مسبق بين حكومتين.
وحول مخاوف الناتو من المناورات المشتركة بين روسيا البيضاء وروسيا الفيدرالية، يقول العميد طارق الحريري إن الأمر في إطار محاولات الغرب إحداث نوع من "تحريك ماكينة الدعاية ضد روسيا"، رغم أنه "لا يشكل تهديدا لا للناتو ولا لأي دولة".
وأشار الحريري إلى أنهما دولتان لهما سيادة، تتم بينهما مناورات مشتركة، مثل جميع دول العالم، ولكن كل الأمر "فقاعات إعلامية ما تلبث أن تهدأ بعد انتهاء المناورات بين الطرفين".
وأكد الحريري أن هذه التحركات خلفها تجاذبات سياسية بين الأطراف، مشيراً إلى أنه "لا الناتو سيهجم على روسيا، ولن يحدث العكس، ولكن الضغوط السياسية بين الأطراف المختلفة، تستخدم إحدى أدواتها وهي القوة العسكرية، كنوع من التلويح".
فيما أكد الباحث بمركز الأهرام لدراسات السياسية والاستراتيجية، هاني الأعصر، أن هناك مبالغات من طرف أوروبا والناتو بشكل عام، فهم يتعاملون بسياسة مسمار جحا، بمنطق "هيا نتحرك بحجة القلق"، من خلال حشد عسكري.
وأوضح الأعصر أنهم بمنطق الاستفادة من تحركات خصمك، يأخذون خطوات للأمام ناحيته، فهم يضعون "أسباباً منطقية لتحركاتهم العسكرية بالقرب من روسيا، ونشر دفاعاتهم هناك".
وأكد أن "هدف ضجة الناتو هو التواجد عسكريا بشكل أو بآخر على مقربة من الحدود الروسية"، موضحاً أن "حجج استخدام الصواريخ الباليستية، فارغة". وأشار إلى أن التلويح بأن "المناورة عن حرب مع تحالف تقوده الولايات المتحدة، معروف طبعا، فالعدو اللدود لروسيا هي الولايات المتحدة وحلفاؤها".
وأوضح أنها "ليست المرة الأولى التي تستخدم روسيا صواريخ باليستية في المناورات"، وهو ما قامت على أساسه الحرب الباردة، و"مخزون الرؤوس النووية التي تمتلكها كل دولة، ومدى كل منها".
وأشار الباحث هاني الأعصر إلى أن "كم المناورات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة كبير جدا"، ولم نسمع أن "روسيا انزعجت أو خافت"، ولكن كل واحد يتابع القدرات العسكرية للطرف الآخر باعتباره خصمه.