وأضاف "الأردن الآن بات يحسب حساب اللحظة التالية لما بعد انتصار الدولة السورية على الإرهاب، لأن الأمور سارت بعكس رغبة ملك الأردن الذي كان كثير التدخل في الشأن السوري —على حد قوله —.
ولم يستبعد الخبير العسكري السوري تهديد الأردن من جماعات متطرفة إذ علل ذلك بأن "مناطق كثيرة في الأردن كالزرقاء ومعان وغيرها تمثل حاضنة إرهابية وملاذا للفكر الوهابي المتطرف التكفيري" على حد وصفه.
وحول الأهمية الاقتصادية لمعبر نصيب على الحدود السورية الأردنية قال عباس "إن الاقتصاد الأردني تعرض لهزات زلزالية بما أنتجته مسألة إغلاق معبر نصيب، لما كان يؤمّنه من مصدر دخل قوي للأردن جراء انتقال الموارد الزراعية الأردنية باتجاه سوريا، إلى جانب تقليص المساعدات الخليجية التي وعدت بها دول الخليج الأردن نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها دول الخليج أيضا".
وأوضح عباس أن التفاهم الأمريكي الروسي، في منطقة الحدود المشتركة بين الأردن وسوريا يأتي استنادا لما حققته سوريا من انتصارات بدعم سلاح الجوفضائي الروسي للأعمال القتالية السورية.
وحول الوضع في الحدود السورية العراقية علق الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي أحمد الشريفي، بأن الحدود تشكل عائقا في إدارة العملية العسكرية، وأنها معضلة لجملة من الأسباب، وعلى رأسها "أن التنظيم لا يرغب في خسارة الحدود —على اعتبار- أن جزءا من استراتيجية التنظيم هو ربط الحدود السورية العراقية، لاستخدامها في المناورة وكعمق استراتيجي للتنظيم".
وأوضح الشريفي أن الطبيعة الجغرافية للمناطق الحدودية تخدم التنظيم في أسلوب حرب العصابات وبالتحديد مناطق الوديان "منطقة وادي حوران"، التي وصفها الخبير بـ"المنطقة الخطيرة جدا".
وعلل الشريفي هذا الوصف، بـ"أنه متى ما تمكن التنظيم من التسلل إلى هذه الأودية، ستكون عائقا أمام المعالجة لها"، وتابع، "خسارة التنظيم للحدود تعني حسم المعركة، مما يعني أننا سنتحول من معارك الجبهة الداخلية، إلى معارك الجبهة الداخلية، ومتى ما تم تأمين المناطق الحدودية، فهذا يعني أن التنظيم قد زال بوصفه تهديدا".
ودعا الخبير، الحكومتين العراقية والسورية، إلى التكامل في الأداء، حيث إن المعركة تقتضي القراءة الجيدة، لمسرحَيّ العمليات على مستوى التقدم، وحركة القطاعات، وتطوير الجهد المتبادل على المستوى الاستخباراتي.