ويعلم كل شخص قام بفتح زجاجة شامبانيا، أن هذا الإجراء يصحبه دخان وهو نوع من الضباب الذي يظهر حول عنق الزجاجة وينزلق بسلاسة. واعتقد العلماء سابقا، أن هذا الدخان ناتج عن تبريد الهواء وتكثيف الرطوبة بوساطة ثاني أكسيد الكربون الخارج من الزجاجة.
وقد قرر ليجر بيلير وزملاؤه التحقق مما إذا كان الأمر كذلك، متتبعين العملية على مستوى الجزيئي والذري وراء ما يحدث داخل زجاجة الشمبانيا عند فتحها. وللقيام بذلك، اشترى العلماء عدة زجاجات من النبيذ الفوار الوردي وقاموا بفتحهم، لكن أولا قاموا بتبريدهم إلى درجة حرارة 6 و 12 و 20 درجة مئوية.
واتضح أنه عند تشكل الدخان لم يكن هناك بلورات من الماء بل كان هناك بلورات من "الثلج الجاف"، وهو ثاني أكسيد الكربون المجمد الذي ينشأ نتيجة انخفاض الضغط في الزجاجة وتوسع الغاز.
ويمكن التأكد من هذه الحقيقة عن طريق مراقبة جزيئات الدخان وهي جزيئات صلبة كبيرة تتفاعل مع الضوء. وتتشكل هذه الجزيئات من الماء المجمد وثاني أكسيد الكربون فقط وفي نطاق درجة حرارة ضيقة، وبالتالي، "الدخان" لا ينشأ إلا إذا كانت درجة الحرارة الأولية للشمبانيا ليست منخفضة جدا أوعالية.
فمثلا عند فتح زجاجة ذات درجة حرارة 20 سيلسيوس لا يتشكل دخان أبيض بل يتشكل دخان ضبابي أزرق وهو مزيج من بخار الماء وجزيئات ثاني أكسيد الكربون.
وبفضل هذا، كما يمزح العلماء، فهم تمكنوا من فتح طريقة جديدة لقياس درجة حرارة الشمبانيا دون لمسها من خلال لون وكثافة "الدخان"، الذي يتشكل عندما يتم فتح الزجاجة وهذا يحدد بدقة ما كانت درجة حرارة الشمبانيا قبل وضعها على الطاولة.