وبعد إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري إثر لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، "أن لبنان يمكن أن يكون محطة في إعادة إعمار سوريا"، برزت جملة تساؤلات على الساحة اللبنانية حول فحوى تصريح الحريري وما هو المقصود منه، لا سيما في ظل قرار الحكومة اللبنانية استمرار قطع العلاقات بنظيرتها السورية، وفي ظل الخلاف والجدل الذي جرى داخل حكومة الحريري قبل أسابيع قليلة، أثناء تلبية عدد من وزراء الحكومة المحسوبين على "حزب الله" و"حركة أمل" دعوة الحكومة السورية وزيارة معرض دمشق الدولي.
ولفت وزير الاقتصاد رائد خوري إلى أنه طرح في روسيا إعادة إعمار سوريا من لبنان، معتبراً أن هذا لا يتطلب تنسيقا مع النظام السوري، بل عبر الشراكة بين القطاع الخاص الروسي ولبنان.
وأكد خوري في حديث خاص لـ"سبوتنيك"، أن الوفد اللبناني الذي زار موسكو مؤخرا طرح على الجانب الروسي أن يكون هناك شراكة لبنانية روسية الهدف منها إنشاء شركات على الحدود بين لبنان وسوريا بهدف المساهمة في إعادة إعمار سوريا، وأن الطرح أتى من الجانب اللبناني وكان له آذان صاغية وقبول مبدئي من الجانب الروسي.
وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه لبنان في إعادة إعمار سوريا، قال خوري:
لبنان يستطيع وهو يجب أن يلعب هذا الدور لعدة أسباب، أولاً الموقع الجغرافي، ولبنان له مميزات خاصة للقدرات البشرية، ولا ننسى أن اللبنانيين كانوا الأساسيين في إعمار الخليج بمعظمه وحتى أفريقيا، ولبنان له نجاحات كبيرة عبر إنشاء شركات وله تأثير كبير في اقتصادات المنطقة كلها، لذا فإن الجانب الروسي يمكن الاستفادة من قدرات لبنان الجغرافية والبشرية والمالية لأن اللبنانيين هم مبادرين في التجارة والصناعة وأيضاً يمكن أن يستفيد الجانب الروسي بنوع من الشراكة بين اللبنانيين والروس لإنشاء مؤسسات ومصانع لإعادة إعمار سوريا عبر لبنان، وثالثاً لبنان لديه قوانين مرنة لاحتضان الشركات التي ستلعب هذا الدور.
وقال:"شعرنا بإيجابية من الجانب الروسي على الصعيد الاقتصادي والعسكري، وكان الروس متجاوبين لحاجات لبنان، وعبروا عنه في الاجتماعات، وتم توقيع اتفاقيات مبدئية على بعض الجوانب الإقتصادي والثقافي، وتم توقيع 5 اتفاقيات، ويوجد 10 إتفاقيات أخرى يتم البحث بهم من الجانب الروسي واللبناني".
وعن كيفية مساهمة لبنان في إعادة الإعمار في ظل مقاطعة الحكومة اللبنانية النظام السوري قال خوري:"نحن نتحدث عن شيء محدد، نتحدث عن استعمال لبنان والأراضي اللبنانية والنظام اللبناني والقوانين والمستثمرين ليكونوا منصة لإعادة إعمار سوريا، وبالتالي نحن بهذا الإطار يمكن للبنان أن يلعب دوركقطاع خاص وشراكة كقطاع عام بين لبنان وسوريا، واليوم يوجد علاقة قائمة بين لبنان وسوريا من خلال رجال الاعمال، ويوجد إتفاقيات قائمة بين الدولة اللبنانية والدولة السورية".
وأكد خوري أن لبنان بطور تحسين البنى التحتية في لبنان، لمواكبة إعادة الإعمار، لكن حالياً يمكن الاستفادة من البنى التحتية الحالية، لكن مع الوقت وعندما تصبح الأمور أكثر انفتاحاً، "نحن في انتظار خطة للاستثمار في الطرقات والمرافئ، وإعادة إعمار سوريا لن تبدأ خلال شهر أو شهرين، ستكون في السنوات القادمة ونحن نجهز أنفسنا لنلعب هذا الدور".