اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جورج علم، في حديث خاص لـ"سبوتنيك"، أن قرار إجراء الانتخابات النيابية لا يصنع في لبنان إنما يصنع في الخارج، لدى مجموعة الدول الغربية التي تهتم بالوضع اللبناني.
وقال:
من المعيب أن يقر قانون الانتخاب سواء من قبل مجلس الوزراء أو من قبل السلطة التشريعية الممثلة بمجلس النواب بعد جولات من المفاوضات والمحادثات، وبعد إقراره في مجلس النواب وصدوره في الجريدة الرسمية تصبح الانتقادات حول مضمونه أكثر من الإيجابيات، وبالتالي البطاقة البيومترية ليست فقط الخلل في هذا القانون، ولكن هناك الكثير من الشوائب التي يعتبرها أهل السياسة موجودة فيه، كأن المطلوب هو العودة إلى قانون الانتخاب 1960 أي أن تعود الكتل النيابية بأحجامها وأوزانها إلى المجلس النيابي، لذا الخلل ليس في القانون وإنما الخلل في القناعات، وبالتالي إذا كان المطلوب هو التغيير، فالتغيير ربما هو غير مسموح به في لبنان في ظل الأوضاع الإقليمية الضاغطة على الساحة اللبنانية.
وأضاف أن "كل الاحتمالات واردة وقرار إجراء الانتخابات النيابية لا يصنع في بيروت وإنما يصنع لدى المجموعة الدولية لدعم لبنان، وبالتالي الخيارات الكبرى تأتي بإيحاءات من الخارج ويمتثل لها أهل السياسة وأهل القرار في لبنان، وإذا كان المناخ الدولي لا يرى أن هناك أولوية لإجراء الانتخابات فإن التأجيل سيكون حتميا، لكن إذا جاءت كلمة السر بأن يكون هناك انتخابات نيابية في لبنان فمهما عارض المعارضون، فإن الانتخابات سوف تتم وفق القانون الذي صدر عن مجلس النواب، لذلك أنا من القائلين إن قرارا بهذا المستوى لا يؤخذ في الداخل اللبناني إنما يؤخذ على مستوى الدول التي تعنى بالوضع في لبنان".
وحول خلفيات دعوة رئيس مجلس النواب إلى انتخابات نيابية مبكرة واقتراحه تقصير ولاية المجلس الحالي، قال علم:
قرار وطني لسببين، إذا كان المطلوب أن تجرى الانتخابات في مايو/ أيار المقبل، لكي يتم الحصول على البطاقة الممغنطة كما يقال، فطبعاً هذا الأمر أصبح مشكوكا به، لأن وزير الداخلية نهاد المشنوق يقول إنه إذا كان لا بد أن تصار الانتخابات النيابية على البطاقة الممغنطة، فإن الحصول عليها ربما لا يحصل من الآن وحتى الثاني من مايو/ أيار من العام المقبل، حتى الآن نسمع الكثير من البعثات الدبلوماسية المهتمة بوجوب إجراء الانتخابات، ولكن هناك من يضغط بأن الاهتمام الآن ليس في الوضع اللبناني إنما بالوضع السوري والعراقي، وهذا الأمر يجعل القيادات السياسية تبحث عن مصالحها في ظل الضغوطات الخارجية المؤثرة على الساحة اللبنانية.
وعن التحذيرات التي أصدرتها 5 سفارات أجنبية تحذر رعاياها من أعمال إرهابية في لبنان، قال علم: "لا أحد يخفي أن كل اللبنانيين يستشعرون الخطر من الخلايا النائمة خصوصاً بعد تحرير الجرود من الإرهاب، وهذا الأمر ليس بالجديد، لكن هناك خروج عن المألوف، يحق للسفارات أن تحذر رعاياها ولكن من خلال قنوات سرية وليس عبر الإعلام، وما جرى هو تخريب للوضع الأمني والاقتصادي"
وأشار علم إلى أن هناك أهداف محددة من وراء بيانات التحذيرات التي صدرت، "والهدف الأول هو ضرب القطاع السياحي الذي نشط في الآونة الأخيرة وبطبيعة الحال إيصال رسائل بطريقة غير مباشرة إلى الحكومة اللبنانية حول ما تطالب به هذه الدولة أو تلك تحت شعار التحرير الذي حصل في الجرود، لأننا نعتبر أن الكثير من الدول الغربية انتقدت الصفقة التي تمت بين "حزب الله" و"داعش"، هناك رسائل سياسية وأمنية من خلال هذه التحذيرات التي صدرت في الإعلام والتي تسيء إلى سمعة واستقرار أمن البلاد".