عسكريا من خلال تواجد عناصره في سوريا وقيامه باستحداث مواقع عسكرية تحوي قواعد صواريخ وشبكة أنفاق متصلة ببعضها البعض ويترأسها مركز قيادة أساسي، هذا عدا عن عدد المقاتلين المدربين والأسلحة والآليات العسكرية المختلفة التي بحوزة الحزب في سوريا.
لكن تقارير أمريكية أخرى خففت من وطأة الخطر وقوة حزب الله في سوريا، غير أن هذا لا يخفي ــ بحسب تلك التقارير ــ وجود رغبة جدية لدى الحزب بالحصول على موطئ قدم وتأثير في الجولان السوري، ونشاط الحزب الأخير في تلك المنطقة هو دليل مؤكد على وجوده، علما أن حزب الله خسر اثنين من أبرز قادته في تلك المنطقة وهم ابن قائد العمليات في حزب الله الشهيد جهاد مغنية في القنيطرة، والأسير السابق الشهيد سمير القنطار.
لا شك أن المنطقة اليوم بعيدة تماما عن الاستقرار، ففي سوريا التي يحاول فيها الجيش السوري وحلفاؤه بمساعدة القوات الجوية الروسية إعادة السيطرة على المناطق واستعادة المدن من دير الزور وغيرها، بالإضافة إلى العامل الكردي الذي تقوم الولايات المتحدة بدعمه وتسليحه والتأثير عليه بعد أن خسرت ورقة تنظيم "داعش".
أما إسرائيل وبعد الإعلان عن تنظيم مناوراتها العسكرية على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة لردع أي هجوم من "حزب الله" اللبناني، وفشلت القيادة العسكرية الإسرائيلية من الامتحان الأول بعد أن قام "حزب الله" بإطلاق طائرة من دون طيار استطاعت تجاوز الحدود والدفاعات الجوية الإسرائيلية ووصلت إلى قلب فلسطين إلى مدينة صفد الفلسطينية.
إسرائيل دولة حرب، وكما قال أحد الخبراء العسكريين، إنها دولة لا يمكنها الاستمرار والعيش دون حرب كل فترة زمنية، والتاريخ يشهد على الحروب الإسرائيلية المتتالية ضد لبنان والعرب وآخرها حرب وعدوان 2006. لكن اليوم تتغير المعادلات في المنطقة والمقاومة أقوى بالرغم من المخططات الغربية والأمريكية التي تكسرت في الميدان السوري.
وأخير ووفق مصادر لبنانية مقربة من المقاومة، فإن إسرائيل خائفة وليست قادرة على فتح جبهة وحرب جديدة، وما نسمعه من قادة المقاومة ومقاتليها ليس كلاما فارغا بأن إسرائيل في حال فكرت بالحرب او القيام بعدوان ضد لبنان وشعبه، فالمقاومة ستكون بالمرصاد ولديها الكثير من المفاجأت التي ستذهل العدو ومنها الدخول إلى المستوطنات وسيكون ذلك تطورا هاما ليس على صعيد المنطقة بل على صعيد كل العالم.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)