إعداد وتقديم نواف إبراهيم.
نتابع اليوم القضية السورية محلياً وإقليمياً ودولياً و التي باتت فيها تتوازى المعارك الميدانية والسياسية لجهة التصعيد على جبهتين منصفلتين الأولى بالسلاح العسكري والأخرى بالسلاح الدبلوماسي الذي يكون في بعض الأحيان أشد ردعاً من المواجهات في الميدان أو تحضيراً لحرب ما. سورية اليوم ليست كما كانت سابقاً وحتى لفترة قصيرة مضت بين الواقع الميداني والمستجدات على الساحة الدبلوماسية بناء على التطورات الراهنة في البلاد في ظل تخوف عام من إمكانية وقوع تصادم روسي سوري أمريكي في حال إستمرت الولايات المتحدة في تعنتها ودعمها لجيوشها البديلة في مناطق شرق سورية و شمال شرقها ، وخفايا إغلاق القاعدة الأمريكية في الجنوب السوري ، بالمقابل التطورات التي رشحت عن اللقاءات التي جرت على هامش إجتماع الجمعية العمومية
نتابع اليوم قضية إحتدام الخلاقات الدبلوماسية الروسية الأمريكية على الجبهة الدولية والتصريحات الأمريكية الجديدة التي يعلوها التصعيد الأمريكي تجاه روسيا ومحاولات طرح أعادة بناء الأمم المتحدة لإقصاء روسيا وسلبها حق النقض الفيتو ، وحملات التهديد والوعيد بشن الحروب على هذه الدولة وتلك وصولاً إلى كوريا الشمالية ليتضح أن كل من تهدده الولايات المتهدة أما صديق أو جار أو حليف لروسيا فهل تريد الولايات المتحدة من كل هذا فقط الهروب من الهزيمة ؟.
وهنا أيضاً تطرح نفسها الكثير من التساؤلات أهمها:
التصعيد الدبلوماسي الأمريكي الذي قابله تصعيداً دبلوماسياً روسياً سورياً وغيرانياً مشاركاً إلى أين يمكن أن يصل ونحن نعلم أن أي مواجهات ميدانية أو حروب تبدأ عادة بالتهديدات والمواجهات الدبلوماسية ؟
هل سيفهم الأمريكي الرسائل الحازمة التي وجهتها روسيا له ولحلفائه الغربيين والإقليميين حد السواء على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف ؟
لقاءات الحلفاء الروس والسوريين والإيرانيين على هامش إجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومانتج عنها من تصريحات إلى أي حد يمكن إعتبارها تحدي للأمريكي في عقر داره نظراً لمضامينها القوية ؟
وعلى الجانب الميداني ماهي الخطط الأمريكية المحتملة في المستقبل القريب لإنقاذ ماتبقى لها من جيوش بديلة بعد أن إنهار تنظيم داعش بشكل شبه كلي ؟
ماسر الأنسحابات الميدانية على سبيل المثال قاعدة التنف وتبديل القوى في الميدان ومواقع تموضعها وحتى تسمياتها ، إلى أين ترنوا الولايات المتحدة وماهي أهدافها الحالية ؟
حجم التخبط الذي وصلت إليه الولايات المتحدة ومن تشغلهم لصالحها في أي أتجاه ق يقذف التهور والجنون الأمريكي في ظل المتغيرات الإقليمية تحديداً الموقف التركي والوضع في العراق على أبواب إستفتاء إقليم كردستان العراق ؟
يقول المستشرق الروسي أندرية أونتكيوف:
نعم هناك رسائل حادة وجهت من روسيا إلى الولايات المتحدة التي تتواجد أصلاً بشكل غير شرعي على الأراضي السورية وإشارات واضحة إلى تريد أن تقسم سورية ومازالت مصرة على إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد ، ومن هنا يتبين لنا لماذا تقوم الولايات المتحدة بدعم قوات سورية الديمقراطية. الولايات المتحدة تريد إنشاء دولة كردية لذا هي تدعم هذه القوى لتحقيق مرادها ، وبالتالي هذا العمل يخالف بشكل مباشر موقف الدولة السورية وموقف وسياسة الدولة الروسية التي تسعى فعلاً إلى مكافحة الإرهاب وإلى الحفاظ على وحدة وسيادة الدولة السورية.
وأضاف أونتيكوف:
للأسف الشديد الولايات المتحدة لم تفهم الرسائل ، وهي مازالت مستمرة في تصرفاتها وسياستها وتعمل على توسيع مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية "الأكراد" ، ويوم أمس قام الأكراد بإجراء إنتخابات وبالتالي نرى أن الولايات المتحدة تصر على تفكيك سورية ، وهذا ماقد ينبىء بالفعل بوقوع صدامات قريبة بين قوات الجيش العربي السوري وقوات سورية الديمقراطية ، بحيث يقع فعلاً صدام مباشر، ويجب على جميع الأطراف التوافق على الأسس والمبادىء التي تحافظ على وحدة وسيادة الدولة السورية ، وكان الوزير لافروف قد صرح بأن الولايات المتحدة تستخدم تنظيم داعش لتحقيق أهدافها.
من جانبه عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي يقول:
ماتفضل به السيد أونتيكوف رأي صحيح وسديد ، ومنطقة شرق الفرات هامة جداً كونها منطقة غنية جداً بالثروات الباطنية البترول والغاز،والماء أيضاً ، لذلك بشكل عام عندما بدأت الولايات المتحدة تفقد أوراقها من جبهة النصر وداعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى التي كانت في الغوطة الشرقية ، خسرتها تحت ضربات الجيش العربي السوري وآخرها تنظيم داعش الإرهابي الذي نقلت كل قياداته العسكرية والميدانية إلى مدينة الميادين في عملية تحضيرية لنقلهم إلى مكان آخر ، ونحن نلاحظ كل يوم في إدلب أنهناك إغتيالات وهناك إنهيار عام لجبهة النصرة أو مايسمى بالجبهة الشامية ، لذلك تحاول الولايات المتحدة إيجاد فصيل مقاتل على الأرض لعدة أهداف سياسية وعسكرية وجيوساسية ،الهدف الأول هو إطالة الحرب على سورية لذلك تعتمد على مايسمى بقوات سورية الديقراطية وتركيبة هذه القوات هي مجموعة من الأكراد والعرب الذين في البداية أعلنوا أنهم معارضون للدولة السورية وهم لم يدخلوا في أي منصة سياسية ، وتم تحضيرهم لهذه اللحظة ، وأريد أن أقول هنا أن قوات "قسد" غير مرغوبة من كل أكراد سورية وهي مجموعات ممولة مباشرة من قبل الولايات المتحدة.
وأردف النائب الحاج علي:
عندما فقدت الولايات المتحدة الأمريكية أوراقها مثل داعش وغيرها في المنطقة استبدلتها بلاعب جديد وهو قوات سورية الديمقراطية من أجل إطالة أمد الحرب وإفشال روسيا في سورية ، ونحن
وأضاف النائب الحاج علي:
نحن نقرأ نفسية الدبلوماسيين الأمريكيين فهناك تخطبط في إدارة ترامب الرعناء وهذا نعتبره كوبوي ولم نعهد من قبل رئيساً مثله ونحن نتطلع إلى دور أوروبي لأن الشعوب الأوربية لن تسمح بإشعال حرب جديدة ، ونرى أن السيد ماكرون يستغل ظروف الإتحاد الأوربي ليظهر أن له مكان ويحاول أن يلعب دوراً ، ونقرأ الموضوع سياسيا أما أنه جاء بإتفاق أمريكي فرنسي أو جاء بذكاء فرنسي مستغلا نقاط ضعف الدولة الأمريكية ولإثبات أن فرنسا عائدة إلى الساحة الدولية بمصداقية ما ، نحن لانعول على الدور الفرنسي بالرغم من إيجابيته حالياً وإنما نعول على الدور الأوربي بشكل عام ، ترامب وإدارته فشلوا وحسب نفسية ترامب نرى أنه يتوجه نحو إشعال حرب إقليمية من خلال إذكاء روح العداء بين شعوب المنطقة.
التفاصيل في الحوار الصوتي المرفق