قدم زياد فيلمه "القضية 23" بدون تكلف، ولم يرفع شعارات غوغائية، رغم تعامل الفيلم مع حالة خاصة جدا من الأزمات العربية.
بعد استلامه جائزة "رجل العام" من مجلة "فارايتي"، فتح الباب أمام حديث طويل عن الأزمة التي تعرض لها في لبنان، بسبب فيلمه قبل السابق، "الصدمة"، وما تعرض له من سحب جوازي سفره، وذكر دويري أن وجوده بمصر، وفي وسط جمع من الصحفيين والإعلاميين، هو أكبر إثبات أن هناك أصوات ما زالت تقدر الثقافة والحرية الفكرية، وما زالت تساند الانفتاح على الحضارات، وقال "أنا سعيد جداً أني معكم اليوم".
وحول تلقي فيلم "القضية 23" في لبنان أوضح دويري أنه "ممتاز جدا"، فهو الفيلم رقم 1 في الإيرادات عند بداية عرضه، وما زال الأول بعد مرور أسبوعين.
وعن استقبال الفيلم من الجمهور المصري، قال دويري لـ"سبوتنيك" خلال حضوره مهرجان "الجونة" السينمائي بالغردقة: إنه شيء عظيم ذلك الاحتفاء، فعرضه في مصر جعلني أحس أني أعرضه في بلدي.
وأوضح دويري أن فيلمه ينتمي إلى سيرة ذاتية، انطلقت من بيروت الغربية إلى الآن، فبيروت الغربية يتحدث عن حياته من 1975-1983، "القضية 23"هي قضيته من 1983 حتى 2017، كتبه مع جويل توما.
وأكد دويري أن مشاهد الميكانيكي التابع للقوات اللبنانية هو كتب مشاهده وحواره، وهو ابن الأسرة الناصرية، التي حاربت مع الفسطينيين، والمهندس الفلسطيني ابن المخيم، كتبت حواره جويل، زوجته السابقة، وهي المسيحية، ابنة المناخ الداعم للقوات اللبنانية.
وأوضح زياد دويري أن فيلمه نتج عن حادث شخصي، حينما كان هناك عمال بالشارع يقومون بعمل تعديلات فيه، وزياد يقوم بري الزرع، فسقط منه ماء متسخ على عامل فلسطيني من "مزراب" الشرفة، فسبه، فحدثت مشادة كلامية بينها، اختتمها زياد دويري بمقولة "ياريت شارون كان أبادكم كلكم"، وهو الحادث والجملة التي بنى عليها كل فيلمه.
وعن كيفية خروج الفيلم للنور، ذكر دويري أنه كتب جزءا كبيرا منه بعد مشكلته مع العامل الفلسطيني، الذي رفض اعتذاره، ورفض هديته التي كانت عبارة عن علبة شكولاتة، وقبل أن يبحث عن الإنتاج، هاتفته صديقة له، وذكرت أن هناك منتج لبناني يريد إنتاج فيلم له، وقابله في باريس بعد تشكك في جديته، لكن بالفعل أنتج الفيلم في النهاية.
وحول توجه المخرجين العرب للعرض في المهرجانات العالمية، ويكون العرض الثاني للمهرجان العربي، قال دويري إنه يمكن الفيلم من داعية أكثر، و"أرى أن العرض في المهرجانات العالمية والعربية يكمل بعضه".