في الوقت نفسه يرى هارون أن قرار رفع حظر السفر يعد بمثابة مؤشر يدل على توفر المعلومات الصحيحة لدى متخذ القرار الأمريكي، "وبالتالي هناك أرضية مشتركة ومعلومات حقيقية تأتي عن السودان تؤدي إلى أن تكون كل القرارات الخاصة بالسودان إيجابية، كما أن هذا المؤشر لا يعد تمهيدا لرفع العقوبات كلية عن السودان".
وأشار هارون إلى الدول الصديقة — حسب وصفه — والتي لعبت دور الوسيط في تقريب العلاقات الدبلوماسية الأمريكية السودانية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتان ساهمتا في توضيح الحقائق ودفع هذه العلاقة في الاتجاه الإيجابي.
وأكد هارون أن السودان يفصل بين قرار المحكمة الجنائية الدولية، بتوقيف الرئيس عمر البشير، وهي ما لا يعترف بها السودان ولا بقراراتها حسب قوله، وبين القرار المتوقع برفع العقوبات وتحسين العلاقات الأمريكية السودانية بدرجة أكبر.
وعبر هارون عن ترحيب وارتياح المواطن السوداني والحكومة السودانية بقرار رفع حظر سفر الرعايا السودانيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذا القرار حسب قوله منصف لحقيقة الأوضاع في السودان وبالتالي يسترد السودان جزء من حقه المسلوب نتيجة معلومات خاطئة.
من جانبه قال المحاضر في جامعة "جورج واشنطن" عاطف عبد الجواد إن قرار رفع حظر سفر السودانيين إلى أمريكا هو خطوة أخرى نحو تطبيع العلاقات السودانية الأمريكية، والولايات المتحدة بدأت في تحسين هذه العلاقات برفع بعض العقوبات جزئيا في يوليو/ تموز الماضي لأنها ترى تعاونا أمنيا متزايدا من جانب الحكومة السودانية مع الجهود الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب، وهو ما يتمثل في سماح السودان لأفراد من الاستخبارات الأمريكية داخل السودان ولكن قرب الحدود الليبية لمراقبة تدفق أفراد "داعش" إلى الأراضي الليبية بجانب دورها في اليمن.
وأكد عبد الجواد ما ذهب إليه عبد الماجد هارون من دور المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في حث الحكومة الأمريكية على مكافأة الحكومة السودانية على هذا المجهود في مجال مكافحة الإرهاب حسب قوله، ولكن ما زال الشوط طويلا أمام الحكومة السودانية لكي ترفع نفسها نهائيا من الحظر الأمريكي وهي مسألة معقدة حسب وصفه.
وأشار عبد الجواد إلى العقبات التي تواجه السودان في طريقه تجاه رفع العقوبات الأمريكية عنه، ومنها على سبيل المثال قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير على خلفية اتهامها له بارتكاب جرائم حرب، وهو ما لا يمكن فصله كليا عن عملية تحسين العلاقات الأمريكية السودانية.
ولكن بالرغم من وجود هذه العقبة يرى عبد الجواد أن هذه العلاقات في نهاية المطاف قد لا تتوقف على وجود الرئيس البشير في الحكم من عدمه، فالولايات المتحدة — حسب قوله — لا تعبأ بهذه الجزئية وتسعى بصورة عامة لتحسين العلاقات الأمنية ومكافحة الإرهاب في السودان تحت أي حكومة سودانية في المستقبل.