عملت سيريغو وزملاؤها بمعالجة مريض في أحد عيادات ليون، الذي تعرض لحادث سيارة في سن العشرين وقضى أكثر من 15 عاما في غيبوبة. واعتبر أن لا يمكنه الخروج من الغيبوبة بسبب الأضرار التي لحقت مناطق خاصة في الدماغ، التي تسيطر على وظائفه الحيوية.
ويربط كل أجزاء الدماغ، التي تعرضت للضرر، العصب المبهم — وهو واحد من أطول الحزم العصبية والأكثر تعقيدا في جسم الإنسان، ويربط عشرات الأجهزة المنفصلة مع الدماغ. وكما اقترح العلماء، يمكن استخدام العصب لتحفيز الأجزاء "المعزولة" من الجهاز العصبي في الدماغ للمرضى المصابين بغيبوبة وتشكيل روابط جديدة بينهما.
وكما تلاحظ سيريغو، فإن نتائج هذه التجربة تجاوزت التوقعات المتشائمة نسبيا للعلماء، فخرج الرجل من الغيبوبة وأصبح يتفاعل مع الحديث وأفعال الآخرين وينفذ أوامر بسيطة. على سبيل المثال، تمكن من متابعة الأشياء بعينيه، تعلم تحريك رقبته ويظل يقظا عندما تكون الممرضة أو والدته تقرأن الكتاب له. بالإضافة إلى ذلك، بدأ الرجل في الاستجابة لحركات مفاجئة ويظهر ردود فعل أخرى، التي ليست من سمة الناس الذين كانوا في غيبوبة.
ويستعد العلماء الآن لإجراء تجارب سريرية جديدة مع عدد كبير من المتطوعين، والتي، كما تأمل سيريغو وزملاؤها، سوف تؤكد النتائج التي توصلوا إليها وتساعد على فهم ما يجب القيام به لزيادة تحسين حالة الناس في غيبوبة.