وذكر السقا أن تلك العنصرية ظهرت بعد اكتشاف وجود الرسوم المسيئة للنبي محمد على خلفية الأيباد الخاص بوزيرة الاندماج، المنوط بها دمج الأجانب في المجتمع الدانماركي، وعندما سألوها حول ذلك الموضوع، كان ردها "أنا أحب الدانمارك".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية شريف السقا، متسائلا:
ما علاقة ذلك الحب بوجود إهانة لرمز ديني كبير، وإهانة لمجموعة تلك الوزيرة مسؤولة عن احتياجاتهم، وتلك الوزيرة لم تقدم استقالاتها، ولم يتم مهاجمتها من المجتمع.
كانت الحكومة الدنماركية قد أعلنت عن مناقشتها قرارًا يحظر ارتداء النقاب والبرقع في الأماكن العامة، على خلفية دعم معظم أحزاب البلد الإسكندنافي لهذا التوجّه.
وغرد رئيس التحالف الليبرالي المحافظ، الشريك في الائتلاف الحاكم، أنديرس سامويلسن، أمس الجمعة، على تويتر قائلا:
سيكون هناك حظر لغطاء الوجه في الأماكن العامة، وحزبنا لن يعارض هذه الخطوة.
وأوضح شريف السقا أنه لم تحدث أي جريمة بمساعدة النقاب في الدانمارك، والحكومة السابقة حتى عام 2014 كانت مقتنعة أن ذلك مناف للحرية الشخصية، وخاصة أنه غير مسموح لأي منقبة بقيادة السيارة، ونسبة النقاب قليلة جداً، فهو رداء غير منتشر نهائيا في الدانمارك، هناك حجاب، لكن لا يوجد نقاب.
وأشار السقا إلى أن أكبر حادثة إرهابية في اسكندنافيا، كانت في النرويج، ولم يكن منفذها مسلما وراح ضحيتها 76 شخص.
وأوضح الدكتور شريف السقا أن هذا ليس معناه إن المسلمين لا يقومون بعمليات إرهابية، ولكن الموضوع به "لعب سياسي" بشكل معين. لتحقيق مكاسب سياسية وليس لاحتياجات أمنية.
وأشار إلى أنه لو تحدثنا عن الاحتياجات الأمنية، فالدنمارك كلها مغطاة بالكاميرات، كلها مغطاة أمنيا جداً، ولكن الحكومة تحاول تعزيز موقفها نفسها قبل الانتخابات، وهم لا يتعاملون مع المسلمين كدين، ولكنهم يتعاملون معهم كعرق مخالف لهم.
وبحسب وكالة الأنباء الدنماركية "ريتزاو"، فإن قرر الحزب الليبرالي الدنماركي "فينستري"، في وقت سابق، دعم حظر غطاء الوجه، كما أعلن حزب المحافظين، الشريك الثالث في الائتلاف الحاكم، دعمه لهذه الخطوة.
من جانبه، برّر المتحدث باسم الحزب الليبرالي، وهو أكبر الأحزاب في الحكومة الائتلافية اليمينية جاكوب إيليمان- جنسن، التوجه نحو الحظر، بالقول: إنّ "هذا ليس حظرًا لزي ديني، وإنما حظر لإخفاء الوجه".
بدوره، يدعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض في البلاد، هذا الحظر، غير أن سبل تطبيق الحظر لا تزال قيد المباحثات والمناقشات.
ومن المنتظر أن يشمل الحظر تغطية الوجه في الأماكن العامة، دون أن يقتصر الأمر على ارتداء النقاب أو البرقع.
وتوجد في الدنمارك نحو 200 امرأة مسلمة يرتدين مثل تلك الأزياء التي تخفي الوجه، ويأتي توجّه الدنمارك في وقت سبق وأن حظرت فيه كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا وبلغاريا وولاية بافاريا الألمانية، ارتداء البرقع والنقاب في الأماكن العامة.