إعداد وتقديم نواف إبراهيم
مع إنخفاض الحراك والتوتر السياسي بشكل ملحوظ مؤخراً ، يجري الحديث وبشكل مباشر وواضح عن مخططات مبهمة تحاول الولايات المتحدة ومن معها من بعض ماتبقى من حلفاء إقليميين وجيوش بديلة ، تحاول متابعة إستثمار الإرهاب بشكل جديد وغير مفهوم بعد أن تم سحق التنظيمات الإرهابية العاملة لمصلحتها وعلى رأسها كل من تنظيم جبهة النصر وداعش الإرهابيين ليطفو على السطح سؤال مهم جداً يقول: من الذي سيكون بديلاً عن داعش والنصرة بعد سحقهما نهائياً خلال الفترة القادمة وماهو نوع وشكل الحرب أو المواجهات التي تحضر لها الولايات المتحدة ؟
من هنا لابد من قراءة إستراتيجية عسكرية جيوسياسية للجبهات التي تشكل خطراً حقيقياً في الوقت الحالي على إنتصارات سورية وحلفائها ، تحديدأً جبهات الجنوب والشمال والشمال الشرقي لسورية والتي تشكل خطراً إستراتيجياً لايقل خطراً عما تحاول إبتداعه الولايات المتحدة في بعض الجبهات من خلال تحركاتها المشبوهة والتي نوهت إليها روسيا مؤخراً بالرغم من محاولة
ماهو الخط البياني الحالي للتطورات الميدانية على الساحة السورية ؟
المتغيرات الميدانية الحالية إلى أي حد تعتبر في صالح الجيش السوري وحلفائه إذا ما أخذنا بعين الإعتبار التحركات الحاصلة في إعادة أنتشار المجموعات المسلحة وكذلك الأمر التحركات التركية والأمريكية على حد سواء ؟
حقيقة التحرك التركي نحو إدلب بغطاء روسي وموقف الدولة السورية من هذا التحرك ؟
التحركات المريبة للولايات المتحدة على جبهة الجنوب وخاصة في قاعدة التنف التي ألمحت القيادة الروسية إلى أن هناك تحركاً مشكوك به في هذه المنطقة ؟
من هي القوة التي سوف تظهر على أنقاض جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين وماهو الدور الأمريكي في ظهور هذه القوة وماهو كيانها أو شكلها وتمترسها الجغرافي ؟
يقول الخبير العسكري الإستراتيجي والمحلل السياسي اللواء رضا أحمد شريقي:
بالتاكيد الخط البياني للقوى المعادية لسورية هو صاعد وبشكل مستمر ويجب أن نتبه من هذه المسألة لأن أعدائنا يريدون لنا دائما أن نكون ضعفاء أمام الأعداء الإستراتيجيين المقتدين برأس الحربة للإستعمار في المنطقة وهي دولة الكيان الصهيوني ، الحقيقة أن إنتشار القوات سواء كانت العصابات المسلحة أو قوى دخلت إلى الأراضي السورية بصورة غير شرعية ، كل هذه القوى تهدد الوطن وتعتبر قوات معادية يجب إستئصالها بالدرجة الأولى، وبالنسبة لكيفية التعامل مع هذه القوى يجب الأخذ بعين الإعتبار الوضع الجيوسياسي في المنطقة ويجب أن الأخذ بعين الإعتبار أيضاً التحالفات في المنطقة والوضع الميداني ، لذلك الموضوع معقد إلى درجة كبيرة ويشي بأنه قد يكون هناك حرب إقليمية إلى حد ما.
وأردف اللواء شريقي:
أسوأ ما أفرزته الحرب على سورية هو موضوع الحالة الكردية التي ظهرت في شمال شرق سورية لأن هذه الحالة هي التي تبرر الوجود أو التحرك التركي والأمريكي على الأرض السورية معاً ، ونلاحظ أن الأتراك والأمريكان على حد سواء وضعوا هذه المسألة فيما بينهما وتخاصما عليها ، فاالأتراك تنازلوا عن كثير من علاقاتهم مع الأمريكان في سبيل محاربة الأكراد ، والأمريكان أيضا تنازلوا عن بعض العلاقات مع تركيا في سبيل دعم الأكراد وبالتالي أصبحت هذه القضية من أسوأ المشاكل التي نعاني منها ، ونحن على الصعيد الوطني نقول بأن هذه المشكلة هي المشكلة الأساس يجب أن تحارب كما يحارب الإرهاب لأن هذه الظاهرة هي مقدمة لحرب على الأرض السورية قد لاتنتهي لعقود ، وبالنسبة لغض الطرف عن الدخول التركي إلى الاراضي السورية فهذا يأتي من إنطلاقاً ثقة الدولة السورية بالحلفاء الروس والإيرانيين بما يخص قدرة تركيا على التعامل مع بعض المجموعات المسلحة.
وأضاف اللواء شريقي:
لايجوز أن ننسى أهداف المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة ولايجوز أن ننسى الأشياء التي جاء بها هذا المشروع من ربيع عربي وإلى أخره ، أهداف هذا المشروع هي تفتيت المنطقة وضرب القوات السورية والعراقية والجيوش العربية التي يمكن أن تهدد الكيان الصهيوني. هذا المشروع الذي بات على وشك الإنهيار و أحد أدواته هي داعش وإنكسار الخطوط الحمراء التي وضعها الأمريكي أثبتت فشلها ، ومن هنا كان لابد للأمريكي والصهيوني أن يسعيا لفرض واقع جديد بأدوات جديدة فكان مسعود البرازاني البديل في العراق ، وكان البديل في سورية هو بعض الأخوة الأكراد الذين غرر بهم وتحالفوا مع الأمريكي ، ويبدو أن الأدوات التي يستعملها الأمريكي غير كافية ، لذا أعتقد أن الأمريكي يمكن أن يتدخل بشكل من الأشكال بشكل مباشر ، وخاصة موضوع الثقب في منطقة التنف التي يحاول الأمريكي أن يجعلها على شكل بقعة زيت تنفلش بشكل توسعي ، وحتى منعوا المساعدات الدخول إلى مخيم الركبة في الأردن ، ويريد الأمريكي أن يقطع الطريق في التنف لأنها نقطة العبور إلى الاراضي العراقية والسورية هنا يريد يقطع الطريق ، والقيادة الرعناء في الولايات المتحدة ممثلة بترامب والخلافات والتناقضات بين ترامب وأركان قيادته ومع الحكومة العميقة ومن لف لفها يجعل ترامب يعمل على تصدير مشاكله على مستوى أوروبا وأسيا وروسيا. الأمريكي لم ينفذ المشروع لذلك يبحث عن بدائل جديدة قد تكون سياسية أو إقتصادية أو عسكرية ، وتسعى على ما أظن الولايات المتحدة حالياً بمساعدة من قبل بعض الخونة على المستوى الداخلي والإقليمي إلى إعادة سورية إلى المربع الأول.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.



