وفي تطور جديد قالت مصادر في الحراك الجنوبي إن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي سيعلن عن موعد الاستفتاء على فك الارتباط وتقرير المصير عن الشمال، وكان الزبيدي قد أعلن عن مفاجأة سيتم الإعلان عنها السبت.
واعتبر الكاتب الصحفي الإماراتي محمد الحمادي، أن هذا الأمر مطروح على الساحة اليمنية بين أطراف تتجاذب هذا الموضوع الحساس، مشيرا إلى أن عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نقل هذه الرغبة الجنوبية في الانفصال.
وأوضح الحمادي أن المناخ العام العالمي به الكثير من التقلبات، فنجد محاولة انفصال في إقليم كردستان العراق وفي إقليم كتالونيا، والحديث عن استفتاء ربما يرضي أطراف داخل اليمن.
وأشار الحمادي إلى أن دول التحالف أكدت أكثر من مرة أنها لن تتدخل في الأمور الخاصة باليمن، لأن ليس لها مصلحة في انفصال الجنوب من عدمه، وفي نهاية الأمر هو قرار جنوبي ولن تتدخل دول التحالف في التأثير على وجهة هذا القرار، في ظل حساسية الموضوع، حتى وإن كانت هناك علاقات طيبة تجمع قادة المجلس الانتقالي الجنوبي، منوها إلى أن الهدف الرئيس لتواجد التحالف العربي هو عودة الشرعية للحكومة اليمنية.
وأكد مستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، صالح الحكم، أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي جاد في موقفه من الاستقلال عن اليمن، موضحا أن الشعب الجنوبي يطالب الانفصال منذ عام 1994.
وأوضح الحكم لبرنامج ملفات ساخنة عبر أثير إذاعة "سبوتنيك"، أن "هذا الاستفتاء يأتي لإقناع دول العالم بأن الشعب الجنوبي بكامله مع تقرير مصيره"، في ظل دعم السياسيين الجنوبيين لهذه الخطوة، ممثلين لكل محافظات الجنوب.
وقال الحكم إن "الجنوبيين سئموا خلال فترة 25 عاما من وحدة وهمية دون تحقيق أي فائدة منها فأصبح الشعب بكل أطيافه متوافق على الانفصال"، من خلال المجلس الانتقالي الذي اختير من الشعب الذي يطمح في تقرير مصيره وإعادة دولته.
ونوه مستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى أن العلاقة مع حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي علاقة مصالح وتآلف، حتى يحقق التحالف العربي أهدافه التي أنشئ من أجلها، وهو لن يعارض التحالف والشرعية حتى تحقيق مصالح الجنوب.
وأشار الكاتب الصحفي ورئيس تحرير اليمن العربي، جمال محسن، أن المجلس الانتقالي ربما يمضي قدما في الاستقلال المباشر، مع عدم إعلان المجلس لتاريخ معين لأنه أمر محتوم بحسب بيان المجلس، مع رغبة البعض بإقامة استفتاء، باعتبار الأمر محسوم مسبقا بالمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة في عام 1990.
وذكر أن بعض القانونيين يطالبون بإقامة استفتاء ليعطي شرعية للمجلس الانتقالي ويعطي مؤشر لكل القوى الخارجية أن هناك مطالبات شعبية باستقلال الجنوب، وأن هناك أغلبية شعبية تطالب بهذا الاستقلال.
وأوضح أن المجلس الانتقالي تم تشكيله عقب إجراءات تم اتخاذها من قبل حكومة الرئيس هادي بعزل بعض المحافظين وفي مقدمتهم عيدروس الزبيدي ومحافظين جنوبيين سابقين، وهذا يؤكد أنه لا يوجد تنسيق مع الحكومة اليمنية، والتي تعتبر المجلس الانتقالي خارج على الحكومة الشرعية، لكن الحشد الشعبي الكبير في احتفالية ثورة أكتوبر قد يجعل هناك تنسيق بين الطرفين، لإيجاد تسوية بين الجانبين، لأن معظم المحافظات التي حررت في الفترة السابقة واقعة في المحافظات الجنوبية.