وبحسب مصادر الصحيفة، فإن القيادة السورية لم تتخذ قرار التدخل العسكري وإطلاق الصاروخ بعد ظهور الطائرات المعادية على الرادارات السورية فوق الأجواء اللبنانية، بل جاء القرار بطلب من قيادة "حزب الله" وإيران بعد التشاور المباشر مع سوريا. هذا القرار يعتبر الأول من نوعه من حيث التنسيق بين الحلفاء ضد إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحادثة تحمل معاني ورسائل جديدة لإسرائيل، فالرسالة الأولى يفهم من خلالها أن أي معركة جديدة بين إسرائيل و"حزب الله" ستفتح الميدان الجغرافي بحيث ستشمل الأجواء والأراضي السورية — اللبنانية وستكون جبهة مشتركة، أما الرسالة الثانية فهي أن الدولة السورية تتعافى مع تحقيق الانتصارات واستعادة الأراضي بمساعدة الحلفاء وروسيا التي أمنت لدمشق مناطق لخفض التصعيد، التي ساعدت من خلالها الجيش السوري على حصر الجبهات في قتاله مع تنظيم "داعش" الإرهابي، ما يعطي الجيش السوري فائضا من القوة لمحاربة إسرائيل إذا استدعت الحاجة على جبهات أخرى.
أما عن روسيا التي أوصلت رسالة مباشرة لإسرائيل بعد زيارة شويغو الأخيرة إلى تل أبيب أنها زودت سوريا بنظام دفاعي جوي حديث قد يأتي وقت استخدامها. كما أكدت روسيا أنها لن تتدخل في أي حرب سورية — إسرائيلية، ولذلك لن تمانع أن تستخدم دمشق صواريخ روسية للدفاع عن نفسها كما تفعل إسرائيل ضد سوريا و"حزب الله" تحت عنوان الدفاع عن النفس وعن الأمن القومي.
وفي ما خص إسرائيل، فإنها ستبقى تحاول إبقاء معادلة "السماء المفتوحة" وتحاول خرق الأجواء اللبنانية، وستحافظ سوريا على قرارها بضرب الطائرات الإسرائيلية والاشتباك معها حتى ولو كان احتمال إسقاطها ضعيفاً. وعلى ما يبدو فإن قرارا اتخذ في أروقة المقاومة بدخول سوريا و"حزب الله" وآخرين الحرب ضد إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فقد أكدت أوساط سورية أن الدولة السورية اليوم في أفضل مرحلة لها لم تشهدها منذ أكثر من 6 سنوات، ولهذا فهي تعتبر أي تهديد على لبنان تهديداً لها، وكذلك تعتبر إسرائيل أن أي حرب مقبلة على "حزب الله" ستتضمن سوريا والقوات الحليفة.