وقال "أن الذي حدث منذ فبراير وحتى الآن يتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وحيث اعترف البعض منهم الرئيس الأميركي السابق أوباما ورئيس الوزراء الإيطالي والبرلمان البريطاني، بأنهم تلقوا معلومات خاطئة عن ليبيا وعلى أثرها كان قرار الناتو بقذف ليبيا بمشاركة ودعم 40 دولة، والإصرار على إسقاط نظام القذافي".
وطالب قذاف الدم المجتمع الدولي ومجلس الأمن "بتقديم الاعتذار للشعب الليبي، وفتح تحقيق للهجوم غير المبرر على ليبيا، كذلك التحقيق في واقعة قتل رئيس دولة بعد إلقاء القبض عليه"، وتساءل "كيف يُقتل بهذه الطريقة بعد إلقاء القبض عليه هو ونجله المعتصم، في وقت أصبح فيه أسير حرب؟ وهذا مخالف لكل المواثيق والقوانين الدولية".
واستغرب قذاف الدم والذي كان ضمن كبار المسؤولين الأمنيين في النظام الليبي السابق، "سلبية مجلس الأمن والأمم المتحدة في تعاملها مع الملف الليبي بل وإقصاء عدد كبير من الشعب الليبي والذي قدرهم بحوالي 70 في المائة ممثلين في أنصار ثورة الفاتح"، حسب وصفه. وقال "نحن النظام الشرعي لم تسقطنا الجماهير، ولابد أن يكون لنا دور في إعادة استقرار وبناء ليبيا، ويجب جمع كل الليبيين في حوار يشمل الجميع دون إقصاءٍ لأحد".
كما طالب قذاف الدم، الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة الإفراج عن كافة المعتقلين من أنصار النظام السابق والذي قضوا في سجون غير نظامية 7 سنوات بدون أي محاكمات على مسمع لكل المجتمع الدولي. وأضاف "حتى تستقر ليبيا عليها غلق جميع صفحات الماضي والتفكير أولاً وأخيراً في الوطن"، مؤكدا "الصراع لا يمكن أن يكون صراع على السلطة ولكن يجب أولاً العمل على استقرار الوطن".
مقتل القذافي جريمة سياسية
من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق، على أن الأعراف والقوانين الدولية تصنف مقتل الرئيس معمر القذافي بـ"بالجريمة السياسية، أُسوة بالعديد من قادة دول العالم اللذين اغتالتهم المخابرات لحسابات أرادت تصفيتها معهم لاعتبارات أمنية أو مطالبات حقوقية مشروعة، كسيادة الأوطان، وحق تقرير المصير".
وأضاف "لا شك بأن ما قام به حِلف الناتو والفرقة الخاصة الفرنسية في العشرين من أكتوبر عام 2011 يندرج ضمن هذا السياق، وحتى إذا عُدنا إلى القرارين اللذين أصدرهما مجلس الأمن في مارس من نفس العام والتي تقضي حسب زعم الأمم المتحدة بحماية المدنيين، فإن ما حدث للزعيم الليبي هو تجاوز لصلاحيات تلك القرارات".
وأوضح أن الصورة الذهنية التي أرادت المخابرات العالمية ترسيخها في أذهان الشباب الليبي من خلال التنكيل بمعمر القذافي وتصوير مشاهد له في ذلك الموقف الضعيف والمتمردين يلكمونه ويركلونه ويشتمونه، ساهمت بشكل كبير في تحطيم الرمز، والتأسيس لثقافة العنف والعنف المضاد".
وبعد مرور 6 أعوام على مقتله ذكرى القذافي لا تزال حاضرة في الذاكرة الليبية، وظهر ذلك على بعض حسابات ومواقع التواصل الاجتماعي وحيثُ حرص عدد كبير من مؤيديه على استعراض الخطابات والوثائق الخاصة به على مدار سنوات حكمه، وفي نفس الوقت اختلفت مواقف المغرّدين وعبَّر العديد منهم عن تحسُّرهم على النظام السابق وحنينهُم لأيام القذافي، رد عليهم آخرون بالسخرية واعتبروا أن فساد حكم القذافي هو السبب في ما وصلت إليه البلاد.
وقتل القذافي يوم الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011 عن عمر يناهز 69 سنة على يد مجموعة من المسلحين تابعة لـ"المجلس الوطني الانتقالي"، إثر محاولته الاختباء في نفق اسمنتي إثر هجوم على موكبه من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي القذافي في ضواحي مدينة سرت مسقط رأسه، ولا يزال مكان دفنه غير معلوم إلى حد اليوم.