وكان الجيش اللبناني خاض معارك ضارية ضد تنظيم "داعش"، خلال شهر آب/أغسطس الماضي، في إطار ما سمي بعملية "فجر الجرود" من الجهة اللبنانية من الحدود مع سوريا.
وتزامنت العملية مع عمليات موازية خاضها "حزب الله" اللبناني، والجيش السوري من الجهة السورية للمنطقة الحدودية، وانتهت المعارك بسيطرة الجيش اللبناني والسوري على معظم مناطق سيطرة "داعش" على جانبي الحدود.
وأضاف: "لطالما كانت العلاقات اللبنانية — الروسية ممتازة، ونحن نتمنى تعزيزها في هذه الفترة خصوصاً، ونحن نعلم جيّداً حرص روسيا على لبنان، وانطلاقاً من ذلك أردنا التواصل لإيصال رسالتنا، وعرض بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد على خروجنا من هذه الأزمة الكبيرة".
وبدأ الجميّل، اليوم، زيارة رسمية إلى روسيا، سيلتقي خلالها بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ومسؤولين في مجلس الدوما.
وشدد الجميّل على أن ضمان حياد لبنان عن الصراع السوري، ووجود وسطاء دوليين قادرين على التواصل مع كافة الأطراف في سوريا، أمر حيوي لتسهيل عودة اللاجئين.
وأضاف: "نعتقد أن الدول الكبرى تستطيع أن تتحمل المسؤولية في مجال عودة النازحين، وأن تجنّب لبنان الدخول في صراعات إقليمية. ما يهمّنا هو بقاء لبنان في حالة حياد عن الصراع السوري، وبالتالي لا ينبغي أن يكون هناك تفضيل لطرف على آخر في سوريا، ولهذا السبب فإنّ الحياد اللبناني ووجود وسطاء قادرين على التواصل مع كافة الأطراف في سوريا أمر حيوي لتسهيل عودة اللاجئين. هناك مناطق نفوذ للنظام السوري، ومناطق نفوذ للمعارضة السورية، وبالتالي ينبغي وجود وسطاء يمكنهم مساعدتنا على التواصل مع الطرفين، لكي يعود اللاجئون إلى ديارهم".
واعتبر الجميّل التدخل اللبناني في سوريا سلبيا، قائلاً "في كل لقاءاتنا مع المسؤولين الروس، كنا نؤكد على أنّ أي تدخّل لبناني في الشأن السوري ليس مفيداً، وهذا ما سنكرره في الزيارة الحالية. هذا الأمر يكتسب أهمية سيادية، فكل ما يتعلق بالدفاع عن لبنان وشعبه شأن داخلي، ولا يجوز لأحد أن يجرّ لبنان إلى معركة إقليمية. سنطرح وجهة نظرنا في هذا السياق مجدداً أمام القيادة الروسية".