مؤكداً أن الولايات المتحدة ساندت إيران على حساب حلفائها التقليديين.
وضرب الكاتب أوستال مثالا على ذلك أن أوباما لم يدعم ما سمي "الثورة الخضراء" التي اندلعت احتجاجاً على نتائج انتخابات 2009، واكتفى بالتفرج عليها. كما أنه وجه رسائل خفية إلى طهران تؤكد على موقف بلاده المحايد من القضية.
وتابع الكاتب: على غرار ذلك، عندما خرج بعض السوريين إلى الشارع أعرب أوباما عن دعم شكلي. ولم يطالب برحيل الأسد، بل وجه نداءً فقط كيلا يعيق الأسد إجراء إصلاحات.
وفي المقابل، استأسد أوباما على حلفائه، فمع تنظيم المظاهرات في شوارع القاهرة وطالب باستقالة حسني مبارك فوراً. وفي لبنان والعراق لم يتردد بإلقاء أصدقائه في الهاوية.
وأضاف أوستال: أما بالنسبة لتركيا، فلم يتأخر في نصب المصائد لها، حيث ساند أذرع حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق وقدم لها السلاح والدعم اللوجستي.
متسائلاً: لماذا؟ لأن ذلك سيتيح له السيطرة بسهولة أكبر على النفط في الشرق الأوسط عن طريق إسرائيل وكردستان، التي كان يأمل بتأسيسها.
واعتبر الكاتب التركي أن ثقل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تضاءل في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، لأن الرئيس الجديد انكب على الشؤون الداخلية، وسعى من أجل إلغاء قوانين دخلت حيز التنفيذ في عهد سلفه كقانون التأمين الصحي المدعوم من الدولة "أوباما كير".
مضيفاً: كما أعلن ترامب الحرب على الشركات التي فرت إلى جيران الولايات المتحدة كالمكسيك، وأسست هناك مصانع لها.
وقال أوستال:
مع تناقص دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط حدثت تغييرات كبيرة في المنطقة. سعت إيران ومن بعدها روسيا إلى ملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة.
معتبراً أن التعاون الإيراني الروسي قد لا يدوم طويلاً، "فطهران بدأت منذ اليوم بعرقلة جهود تركيا وروسيا لإحلال السلام في سوريا". على حد وصف الكاتب التركي.
وعوّل أوستال على أنه في الأثناء، قد تصيغ الصداقة التركية الروسية المتزايدة مستقبل الشرق الأوسط. وحل الولايات المتحدة مشاكلها الداخلية سيستغرق وقتاً طويلاً. ومن دون حل هذه المشاكل، لا تريد واشنطن "القيام بمغامرة جديدة على الساحة العالمية" على حد قول ترامب نفسه.
وخلص الكاتب في مقالته إلى أنه يمكن للولايات المتحدة أن تدخل شريكاً ثالثًاً في التعاون التركي الروسي. فقد سبق لترامب القول إن "الحمقى فقط يمكن أن يفكروا بأن إقامة علاقات جيدة مع روسيا أمر سيء". وسوف نرى قريباً ما إذا كان من يعتقدون بإمكانية إقامة واشنطن مع أنقرة وموسكو نظاماً جديداً في الشرق الأوسط، على حق.