واعتبر النائب في البرلمان اللبناني قاسم هاشم، في حديث لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، أن هذه الخطوة أمر طبيعي وتأتي في سياق مصلحة لبنان، وتصب في إطار العلاقات الدبلوماسية القائمة بين لبنان وسوريا
وقال: "إن العلاقات بين لبنان وسوريا لم تنقطع، وبقيت العلاقات الدبلوماسية قائمة، وكان هناك سفير للبنان لدى دمشق وسفير لسوريا في لبنان، ولكن السفير السابق انتهت ولايته وأحيل للتقاعد، وكان هناك قائمة بالأعمال بين البلدين فرح بري، واليوم أمر طبيعي بعد التشكيلات الدبلوماسية أن يكون هناك تعيين سفير جديد وما قام به رئيس الحكومة هو تأكيد على انتظام عمل المؤسسات، وعلى أن العلاقات بين لبنان وأشقائه وأصدقائه والعلاقات بينه وبين سائر الدول لا تحكمها رؤية هذا الفريق أو ذاك من مختلف القضايا، إذ ان هناك مقاربات مختلفة لدى القوى السياسية اللبنانية لكثير من الدول التي لها علاقات مع لبنان كدولة وكحكومة، وأمر طبيعي اليوم أن يكون هنالك توقيع على المرسوم كما حصل مع كافة الدول لأن العلاقات ما زالت قائمة".
وأضاف هاشم: "علينا أن لا نستغرب ذلك، ونضعه في إطاره الطبيعي خاصة وأننا في مرحلة يتطلب منا التأكيد على هذه العلاقات، لأن للبنان مصلحة في ذلك، ومصلحة للبلدين ولكن مصلحة لبنان هي الأساس، ولأن اللبنانيين لهم مصلحة في تطوير العلاقات مع سوريا وتفعيلها على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي، مشيراً إلى أن لبنان عانى الكثير اقتصادياً من الأزمة السورية نتيجة إقفال المعابر والحدود ما بين البلدين.
وأكد هاشم أن وجود سفير للبنان في سوريا تأكيد على روحية العلاقة بين البلدين، وعلى إمكانية تفعيلها، وأن السفير يمثل لبنان على المستوى الرسمي ولا يمثل فريقا سياسيا أو دائرة محددة.
وحول إمكانية أن يؤثر هذا التعيين على العلاقات بين لبنان والدول العربية المعادية للنظام السوري، قال هاشم: "أبداً، المفترض أن لا يكون له أي تأثير سلبي، علينا أن نسير وفق قاعدة تحييد لبنان، ولبنان استطاع من خلال التفاهم بين القوى السياسية على ترتيب أوضاعه على هذا المستوى وعلى ترك مساحة في هذه العلاقات بما يحفظ الاستقرار في لبنان".
وأشار إلى أن حل أزمة النازحين السوريين أمر أساسي للبنان وللبنانيين، ويتطلب تواصل بين لبنان وسوريا على المستوى الرسمي، إذا كان هناك جدية لعودة النازحين ولتفعيل هذه العودة بشكل سريع، هذا ما هو مطلوب اليوم قبل الغد. وترافق تعيين سفير جديد للبنان في سوريا مع ردود أفعال متضاربة، لا سيما، بعد انتقاد جهات سياسية معينة توقيع رئيس الحكومة سعد الدين الحريري على مرسوم التعيين، معللة السبب في أن هذا التعيين قد يضر بعلاقة لبنان مع بعض الدول الخليجية، الأمر الذي اضطر رئيس الحكومة اللبنانية للرد على هذه الانتقادات عبر تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً فيها: "المزايدة على مدى وقوفي ضد نظام الأسد هي مزايدة رخيصة أما وجود سفارة لبنانية في سوريا هو تأكيد على استقلالنا وسيادتنا".
الجدير بالذكر، أن هذا التعيين يأتي في سياق قرار مجلس الوزراء بتعيين سفراء جدد في مختلف الدول العربية والغربية.