وقد دعت موسكو المجموعات المسلحة السورية إلى عدم وضع شروط مسبقة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في منتجع سوتشي جنوب روسيا يوم الـ 18 نوفمبر/تشرين الثاني.
وكان ألكسندر لافرينتييف رئيس الوفد الروسي إلى أستانا قال في ختام الجولة السابعة من مباحثات أستانا: "أدعو المجموعات المسلحة للمجيء إلى روسيا لطرح رؤيتها حول الحل السياسي"، مشيرا إلى أن موسكو تعول على مشاركة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في مؤتمر الحوار الوطني.
وأضاف أن مسألة حكومة وحدة وطنية سورية قد تطرح في سوتشي ولكن الأهم هو الإصلاح الدستوري والانتخابات البرلمانية والرئاسية.
فيما انتهت اجتماعات أستانا سبعة مع التأكيد على تنفيذ بنود أستانا ستة من محاربة الإرهاب والالتزام بما تم الاتفاق عليه في مناطق خفض التوتر، إلا أن الولايات المتحدة غير متحمسة لإنهاء الحرب في سوريا، بل تعمل كل ما في وسعها لعرقلة تقدم الجيش السوري في معاركه ضد "داعش" الذي سلم مدينة الرقة لما يسمى ب"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية بدون معارك.
وهنا نتساءل هل ما زالت الولايات المتحدة تعول على التنظيمات الإرهابية في سوريا لاستمرار الحرب، وما هو بديل "داعش"، وما هي أسباب رفض بعض المعارضات السورية المشاركة في مؤتمر الحوار السوري الذي دعت إليه روسيا في سوتشي؟ ما هي نتائج أستانا7؟
وقال الدكتور عكام حول أسباب رفض بعض المعارضات السورية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تدعو إليه روسيا: لا شك أن هذه الدعوة هي اختراق، فقد استطاع الروسي إقناع الكثيرين ممن سلكوا طريق الإرهاب في سوريا، وأقنعهم للانتقال من الحل العسكري إلى الحوار السلمي السياسي، وهذه نقطة إيجابية، ولكن اللذين يسمون نفسهم معارضين سلميين، فمن يدعمهم لا يريد لهذا أن يتم ويستمرلعدة أسباب:
1- لأن الضامن لهذا الحوار هو الروسي
2- ولأن هؤلاء المعارضون لا يمثلون مصالح الشعب الروسي، بل يمثلون مصالح الدول التي تشغلهم، وهنا أتكلم عن منصة الرياض تحديدا، وعن بعض المعارضات الخارجية التي يستثمر بها الذين شنوا هذه الحرب الإرهابية على سوريا، كما استثمر في "داعش"، ولا يريد أن تنتهي هذه الحرب، فلذلك بكل تأكيد هذه المعارضات لن تحضر إلى مؤتمر "سوتشي"، لأن هذا الحوار ربما يصل إلى مخرجات وينهي الحالة التي نعيشها في سوريا، وتعود سوريا كما كانت عليه، بل وأفضل مما كانت عليه في السابق، فلذلك هؤلاء الذين يرفضون المشاركة في مؤتمر "سوتشي" لا يمثلون مصالح الشعب السوري، بل يمثلون مصالح الذين يشغلوهم.
وأضاف عكام أن الدول التي كانت تمول هؤلاء المعارضين، بدأت تتخلى عنهم شيئا فشيئا، وهناك تهديد للمتشددين في منصة الرياض، وأن السعودية سوف تتخلى عنهم، وأنها لن تستمر في تمويلهم، وعليهم أن يقرؤوا هذه الحقيقة جيدا.
كما قال عكام إن الأمريكي بدأ الحرب الإرهابية على سوريا ولا يريد أن ينهيها إلا بعد أن يحقق ما وضعه من أهداف لهذه الحرب، فكلما سقطت أداة يستخدمها لاستمرار هذه الحرب، يستخدم أداة أخرى، الآن سقطت الأداة التي كان يعول عليها في استمرار هذه الحرب وهنا أعني "داعش"، حيث أنه أصبحت أيام "داعش" معدودة، لذلك اليوم بدأ يعول على "قوات سوريا ديمقراطية علها تستطيع أن تحقق لهم مالم يستطيع أن يحققه "داعش"، الولايات المتحدة تريد أن تستمر هذه الحرب إلى أكثر مدة ممكنة لكي تحقق من خلالها أهدافها، وتحقيق مصالحها في المنطقة ومن ورائها الكيان الصهيوني، بينما روسيا تريد إنهاء هذه الحرب، لذلك نسقت مع السوريين من أجل الوصول إلى حل سلمي، ولكن الأمريكي لا يريد أن ينسق مع سوريا ويدعي أنه يريد أن يحارب "داعش" ولكن الحقيقة استثمر في "داعش" والآن الأمريكي بدأ يستثمر في "قوات سوريا الديمقراطية" عله يستطيع تحقيق مصالحه.
وعن سؤال هل لا زال الأمريكي يراهن على الإرهاب في سوريا، ولم يتخل عنه، أجاب الدكتور محمد خير عكام: لم يتخل يوما الأمريكي عن الجماعات الإرهابية، وما حصل في مدينة الرقة كان بقيادة الأمريكي حيث تم استلام وتسليم المدينة من "داعش" إلى "قوات سوريا الديمقراطية"، وكل هذه التنظيمات تعمل لمصلحة الأمريكي، وهذا يدل على أنه هو الذي يحركهم، وهنا نتساءل لماذا حتى الآن لا تقوم الولايات المتحدة بمحاربة "جبهة النصرة" والكيانات الإرهابية الأخرى مثلا؟ ولماذا فشلت الولايات المتحدة بفصل المعارضة عن الجماعات الإرهابية عام 2016؟ لأن الولايات المتحدة لا زالت تعول على هؤلاء.
وختم الدكتور محمد خير عكام قوله: هؤلاء الذين يسمون أنفسهم "قوات سوريا الديمقراطية" والمدعومين أمريكيا يمارسون التطهير العرقي في الرقة، ويمارسون التفرقة في المناطق التي سيطروا عليها بين مكونات الشعب السوري، فلذلك لا يحق لهم أن يطلقوا على نفسهم تسمية دمقراطيين أو سوريين.
إعداد وتقديم: نزار بوش