وأضاف سمرة: "سيكون هناك شركات عملاقة لإعادة إعمار دير الزور، الخسائر تقدر بمئات المليارات من الليرة السورية وإعادة الإعمار ستكون كلفتها مرتفعة نتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء وغير ذلك".
وأشار المحافظ إلى أن "عملية البناء تتطلب سنوات إلا أن الهدم يمكن أن يتم بلحظات، هناك فاتورة كبيرة دفعها الشعب السوري الذي قدم الدم والمال، ونحتاج إلى وقت لإعادة ما كنا عليه سابقا قبل الحرب".
وأضاف:
"حجم الدمار يحتاج لسنوات للتخلص منه وليس هناك لمسة سحرية. هناك عشرات الآلاف من الأطنان تحتاج إلى ترحيل وهناك حجم دمار هائل في مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة. نعمل حاليا بشكل إسعافي، تم رصد ستة مليارات ليرة سورية [ما يقارب 12 مليون دولار]، لإعادة إعمار وتأهيل البنى التحتية والكهرباء والماء والصرف الصحي والنظافة".
وقال: "ما عانته مدينة دير الزور من حصار خلال فترة أكثر من ألف يوم تحمل المواطن خلالها الكثير، مدينة دير الزور كانت أشبه بمدينة الأشباح، لا كهرباء ولا محروقات ولا أسطوانات الغاز، كان يتم إحضار بعض المواد للمواطنين عبر الحوامات وإسقاطات الطيران لمساعدات مقدمة من منظمة الهلال الأحمر السوري، بالتعاون مع الحكومة السورية".
وأشار محافظ دير الزور: "كان هناك حصار مطبق من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينة دير الزور بأكملها، وأن جميع شرايين الحياة مقطوعة، ولا يوجد أي طريق مطلقا، وببطولات الجيش العربي السوري وحمايتهم لأهالي دير الزور رفع معنوياتهم وساعدهم على الصمود".
وأفاد أن "تنظيم "داعش" ضرب مضخات المياه ومحولات الكهرباء ودمر العديد من المشافي في مدينة دير الزور وما حولها، كمشفى القلب الجراحي ومشفى الفرات ومشفى الأطفال، إضافة إلى سرقة ونهب الحبوب التي تعد من أسباب صمود هذا البلد. ففي شهر مايو/أيار العام الماضي 2016، أحرق مسلحو "داعش" آلاف الأطنان من الحبوب، حيث تمكن الإرهابيون من احتلال مراكز الحبوب لعدة أيام ليقضي الجيش بعد ذلك عليهم وحرر مراكز الحبوب، إلا أن الإرهابيين كانوا قد احرقوا ثلاثة آلاف طن من الحبوب".
وفي مجال الصحة، قال سمرة: "هاجم الإرهابيون مشفى الأسد عام 2016 وتمركزوا في الطابقين الثالث والرابع وقاموا بإحراق الطابقين بكل ما يحتويانه من معدات وأجهزة طبية بقيمة أكثر من 500 مليون ليرة سورية كقيمة تقديرية".
وعن عمل المرافق الحكومية تحت سيطرة داعش، قال سمرة: "داعش حاول ضرب كل نواحي الحياة وكل ما يتعلق بالحضارة، ورغم هذه الظروف استمرت مراكز بالدولة بالعمل بشكل اعتيادي وكانت المشافي الأخرى تقدم ما أمكن. لم يكن هناك خدمة مثالية كون أن معظم الكوادر والكفاءات غادرت المحافظة بحثا عن الأمان وبعيدا عن الأعمال الإرهابية التي يرتكبها مسلحو داعش. خلال الحرب خرج ثمانون في المئة من الكادر الطبي من محافظة دير الزور".
السنوات الثلاث التي عاشتها المدينة، وصفها محافظ دير الزور بـ"السنوات العجاف"، مرت على هذه المحافظة، وفي الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي وصل رجال الجيش العربي السوري إلى دير الزور بالتعاون مع القوات الصديقة والرديفة، وتم فك الحصار عن المدينة وكان النصر والتحرير حيث التقت القوات المدافعة عن المدينة بالقوات التي جاءت لتحريرها وشهدت المدينة احتفالات كبيرة بالانتصار".
وعن الوضع المعيشي الحالي للمدينة قال محافظ دير الزور: "من لحظة إعلان فك الحصار والنصر، أرسلت الحكومة كافة المواد الغذائية والتموينية والطبية والوقود إلى دير الزور في قوافل بينها سيارات إسعاف وأدوات طبية، وتضم أطنانا من المساعدات وحقائب مدرسية وقرطاسية استفاد منها حوالي عشرة آلاف طالب. حاليا لا يوجد اي أزمة في الوقود والغاز فهذه المواد متوفرة بشكل دائم فضلا عن توفر المواد الغذائية بأنواعها وبأسعار زهيدة".
وأضاف:
"استقبلنا الأهالي النازحين من ريفي دير الزور الشرقي والغربي ووصل عددهم إلى 4000 نازح، وتم فتح مراكز إيواء في عدد من أحياء دير الزور ويتم تقديم كل المساعدات المجانية لهم.. كما تم إرسال عدة فرق طبية لهم، ونقدم للأطفال التعليم كونهم انقطعوا عن الدراسة خلال 3 سنوات من احتلالهم من قبل داعش، وتم إحداث أربعة مدارس ونعمل على افتتاح مدارس إضافية لتعويض الأطفال الذين حرموا من المدارس وسيتم اتباع طريقة لتعليمهم عبر تكثيف المناهج لكل صفين في سنة واحدة".
وقال: "هذه العائلات ستعود إلى قراها ومناطقها فور تمشيطها من قبل وحدات الهندسة التابعة للجيش السوري للتأكد من خلوها من المفخخات والعبوات الناسفة".
أضاف المحافظ سمرة: "قمنا بفتح الشوارع وأزلنا السواتر الترابية التي وضعها الجيش لحماية المدنيين من الإرهاب وجهزنا طريق المطار، سنقوم برفع الأنقاض وفتح الشوارع".
ويقول المحافظ إن عدد سكان مدينة دير الزور "وصل قبل الحرب إلى نحو 400 ألف نسمة بقي خلال الحصار حوال 75 ألف نسمة. عادت عشرات العائلات إلى المدينة بعد سيطرة الجيش عليها وهناك رحلات برية لعدة شركات نقل بدأت رحلاتها من وإلى دير الزور منذ عشرة أيام".
وأضاف: "المسلحون هدموا الجسور ونعمل على إعادتها للعمل من أجل تسهيل تنقلات الأهالي والقوافل والمحاصيل.
وعن عمليات الجيش السوري في ريف دير الزور، قال المحافظ سمرة: "الآن الجيش يقوم بعمليات لتحرير مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها إضافة إلى عدد من النواحي مثل العشارة والبصيرة والشحيل على المحور الشمالي والشمالي الشرقي والشمالي الغربي".
واختتم المحافظ قائلا:
"قمنا بكل ما نستطيع وضمائرنا مرتاحة. عشنا أنا وعائلتي لحظات الحصار وعانينا كل قسوته التي عاناها الأهالي، الحياة أصبحت أفضل بكثير الآن".