وأضاف منصور مجيبا عن سؤال حول السبل المتاحة للبنان لتسوية الوضع الحالي مع الحريري: "إذا كانت الوساطة الفرنسية لم تسفر عن شيء، هذا سيزيد في أمور تعقيدا لا يصب في مصلحة العلاقات بين المملكة ولبنان، خاصة أن ما يربطنا بالمملكة العربية السعودية الشقيقة روابط عميقة ومتجذرة في مختلف المجالات".
هذا وكانت عدد من التقارير أشارت إلى أن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، موضوع تحت الإقامة الجبرية في المملكة العربية السعودية، وأنه يخضع لتحقيقات هناك. وكان بعض الساسة اللبنانيون قالوا إن الحريري قدم استقالته تحت الإكراه وإن السلطات السعودية تحقق معه وتحتجزه.
ولفت وزير الخارجية اللبناني السابق إلى أنه خلال الأسبوع الفائت "تحلى لبنان بالصبر والوعي والحكمة. كافة الأطياف السياسية اللبنانية رأت أنه لا بد من يكشف النقاب عن هذا الموضوع. والكل يطالب بعودة رئيس الحريري إلى لبنان".
كما عبر منصور عن تأكيده بأن تتخذ الدولة اللبنانية "خطوات إما عن طريق التواصل المباشر مع السلطات السعودية، وإما عبر وساطة أصدقاء في أوروبا أو في أمريكا من أجل حث السلطات السعودية السماح لرئيس الحريري مغادرة المملكة إلى لبنان".
وشدد منصور على أن هذه الاستقالة لم تقبل، وهو بالتالي لم يزل رئيس وزراء لبنان، مشيرا إلى أنه "لا يجوز أن يبقى رئيس وزراء لبنان ولا أحد يعرف عنه شيء".
وذكر وزير الخارجية اللبناني السابق أنه منذ اليوم الأول، الذي تقدم فيه رئيس الحريري باستقالة خارج لبنان، و "لبنان يعتبر حتى اللحظة أن الحريري، هو رئيس حكومة لبنان، طالما إن الاستقالة لم تقبل بعد من قبل رئيس الجمهورية، وعلى رئيس الحكومة المستقيل أن يعود إلى لبنان لبحث الملابسات، التي رافقت عملية تقديم الاستقالة".
وردا على سؤال في حال عدم متابعة الرئيس الحريري لمهامه كرئيس للوزراء لظرف ما، من هي الشخصية السنية المرشحة لرئاسة الوزراء و ما مدى إمكانية أن تكون هذه الشخصية من خارج تيار المستقبل، قال منصور أنه " من المبكر الحديث الآن عن شخصية غير شخصية الرئيس الحريري".
وكان رئيس الحكومة اللبنانية أعلن بشكل مفاجئ من الرياض، السبت الماضي، استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، وعلل ذلك بوجود مؤامرة تحاك ضده لاغتياله في لبنان.واتهم الحريري إيران صراحة بـ"التدخل في شؤون بلاده"، وقال إن "حزب الله بات دولة داخل دولة بدعم من إيران، وزرع بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاول على سلطة الدولة، ومنذ ذلك الحين لم يعد إلى لبنان في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عدة حول وضعه قيد الإقامة الجبرية واحتجازه بالسعودية.
وقالت مصادر رئاسية، اليوم الجمعة، إن الرئيس اللبناني ميشال عون طالب بتوضيح الظروف والملابسات التي تحيط بوضع رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، خلال اجتماع مع سفراء أجانب وممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في لبنان.
وكان عون أبلغ المبعوث السعودي خلال اجتماع بأن ملابسات استقالة الحريري غير مقبولة، مطالبا بعودته إلى لبنان، وفق ما نقله تلفزيون "الجديد". وعبر الرئيس اللبناني عن قلقه إزاء ما يتردد عن الظروف التي تحيط بوضع سعد الحريري.