مئات الدراجات "البايسكلات" الهوائية رصتها الفتاة وتدعى "سوزي دلشاد" في العشرين من عمرها، داخل سقيفة أنيقة تنسدل منها ستارة بلون البنفسج أيضا ً، في "بارك هواري شار" بمدينة سليمانية ثاني مدن إقليم كردستان، وأجملها.
والتقت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، بسوزي دلشاد وهي لاعبة دراجات المنتخب العراقي، وبطلة العراق والعرب لثمانية سنوات، وحدثتنا عن مشورعها الذي افتتحته حديثا ً في مسقط رأسها بمحافظة السليمانية.
وتقول سوزي، "اختارت تنفيذ مشروع ركوب دراجات، لأنني أحبها، كوني لاعبة، ويعجبني أن أرى كل الفتيات تقود الـ"بايسكلات" ويدخلن حياة الرياضة".
وأضافت سوزي، تمكنا من توفير المكان المناسب والخاص للواتي يفضلن ركوب الدراجات، كون الكثيرات منهن يعزفن عن قيادة "الدراجة" في الشوارع العامة خوفاً من تعوضن لحوادث بسبب كثرة السيارات، ومنهن من تتجنب الشراء كي لا يتعرضن للسرقة، وغيرهن اللواتي لا يستطعن القيادة بسبب النظرة الرافضة لذلك من قبل المجتمع في الإقليم.
وعللت سوزي وهي طالبة في المرحلة الثالثة بكلية التربية الرياضية في السليمانية، وهي أيضا ً موظفة في دائرة الهجرة والمهجرين، فتح المشروع في مكان خاص بلا سيارات كي تأخذ الفتيات حرياتهن دون خوف أو قيد.
وتهدف سوزي، عبر مشروعها، تشجيع أهالي كردستان العراق، على استعمال الدراجات الهوائية في الحياة اليومية، والتقليل من زخم السيارات في المواصلات، للحفاظ ع نظافة البيئة.
وكشفت لنا سوزي، أسعار تأجير الدراجات الهوائية وهو ما تعمل عليه "تأجير وليس البيع"، موضحة ً:
أن تأجير الدراجة لنصف ساعة بـ3 آلاف دينار عراقي، والساعة الكاملة، بخمسة آلاف، كما يتوفر اشتراك كل يوم يتمكن فيه السائق أو السائقة، بالحصول على الدراجة لمدة ساعة يوميا ً لشهر كامل بـ100 ألف دينار.
وتعمل سوزي، حسبما أخبرتنا، على تدريب الفتيات والأطفال والشباب الذين لا يجيدون قيادة الدراجة الهوائية، بأسعار تبلغ 50 ألف دينار للكبار، و25 ألف دينار للأطفال.
وذكرت سوزي، أن كل تجهيزات "البايسكيلات"، من تمويل ذاتي، قائلة ً "نحن اشترينا كل شيء، عملنا ذلك بمجهودنا، وتمكنا من توفير المكان، وأبواب المحل مفتوحة يوميا ً من الثالثة عصرا ً، وحتى الـ11 ليلاً".
وتحرص سوزي التي تمتلك 17 ميدالية من بطولات "رياضة الدراجات الهوائية"، ولديها من بينها ميداليتين ذهبيتين، والبقية متباينة ما بين الفضة والبروز، على التواجد بكامل أناقتها بالملابس الرياضية أحيانا ً، وألبسة الكاجوال.
وأكدت الرياضية العراقية، من إقليم كردستان، في ختام حديثها لنا، أن الإقبال على تأجير الدراجات الهوائية، من محلها، من قبل الفتيات، كبير جداً وبشكل يومي.
وتسعى الفتيات العراقيات، إلى تغيير الواقع ونظرة المجتمع وعاداته التي تمنع المرأة من الذهاب إلى العمل أو المدرسة والجامعة بدراجة هوائية أو نارية حتى، وقلما هناك صغيرات لهن حرية قيادة هذه العجلات قرب منازلهن أو داخلها.
في وقت سابق، نظمت فتيات في العاصمة العراقية، بغداد، فعالية بعنوان "أنا المجتمع" تمثلت بعدد كبير منهن خرجن في المدينة بدراجات هوائية وتجولن في شوارع عديدة وسط تعجب من المارة وفرح أيد تغلب المرأة على المألوف وطموحها إلى إحداث تغيير يمنحها أبسط ما وتريده وتحلم به.