قمة "آبيك" محطة عالمية جديدة يتصدرها الملف السوري
تسود حالة من الترقب قمة "آبيك" التي تعقد حالياً في فيتنام التي يحضرها عدد كبير من قادة وزعماء الدول وعلى رأسهم الرئيسين فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، خاصة أن العالم كله ينتظر تحول جديد بخصوص القضية السورية بناء على هذا اللقاء ، فقد أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وافقا على بيان مشترك بشأن سوريا على هامش قمة "آبيك" في فيتنام وقال بيسكوف، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، إنه تم إعداد الوثيقة من قبل خبراء البلدين، واتفق عليها وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
وأوضح، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن البيان أعد خصيصا لإجتماع الرئيسين في مدينة "دانانغ" الفيتنامية على هامش قمة "آبيك ، من جانب آخر أكدت مصادر أميركية أن واشنطن قدمت إلى موسكو عرضاً من ثلاث نقاط حول الأزمة السورية كي تعلن من الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين خلال لقاء متوقع بينهما على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ (آبيك) في دانانغ بفيتنام.
وبالتالي :
ماهو المنتظر أصلاً من الولايات المتحدة بالرغم مما تقدمه من عروض تتغطى بنية صافية لحل الملف السوري ، إذا ما عدنا إلى مراوغاتها السابقة وكم نقضت في عهودها ؟
بما يمكن أن يختلف هذا اللقاء عن لقاء الرئيسين السابق في هامبورغ ، هل من نقلة نوعية ما ؟
إذا ما فشل هذا الإجتماع بسبب التعنت الأمريكي كالعادة هل، يمكن أن نقول أنه وإنطلاقاً من الإرهاصات الحاصلة حالياً أنه آخر فرصة للتفاهم الأمريكي الروسي ؟
هل يمكن أن يقدم الرئيس الروسي أي نوع من التنازلات لكي يضع الأمريكي رغماً عنه على سكة الحل السياسي لسورية ويحشره في زاوية الحل السياسي وفق حسابات الميدان المنتصر ؟
عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي الذي قال بهذا الصدد:
بالنسبة لموضوع القيادة ما قاله السيد أندريه ، هو كلام صحيح ، لأنه موضوع سوري سوري بإمتياز وهي مؤسسة تخضع للدستور السوري ومن يحدد مصيرها هو الدستور السوري والشعب السوري ولا أحد آخر ، أما فيما يخص اللقاءات بين الرئيس بوتين وترامب وخاصة في قمة "آبيك" فهذا الموضوع هو عبارة عن طوق نجاة ترميمي تقدمه روسيا للولايات المتحدة الأمريكية لأنها تعاني جداً من إنتصارات الجيش العربي السوري وخاصة في إنتصاراته الأخيرة ، ومن هنا نقول أن الولايات المتحدة الأمريكية قد هزمت هزيمة نكراء في سورية ، سواء بشكل مباشر أو على وكلائها وأعوانها من تنظيم داعش أو قوات سورية الديمقراطية وغيرهما ، والولايات المتحدة تحاول الخروج من سورية بحفظ ماتبقى لها من ماء الوجه بما أنها تعتبر نفسها دولة عظمى ، لقد إستطاع الجيش العربي السوري وحلفائه الإنتصار على تنظيم داعش خلال عام تقريبا رغم كل الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لهذا التنظيم ، عدا عن أن الولايات المتحدة دخلت الأراضي السورية بشكل مخالف للقانون تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف الحاج علي:
نحن في سورية لا نثق بالولايات المتحدة ولابحلفائها أبداً، ولكن حلفاؤنا الروس الذين هم على تواصل مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية ، الآن أنا أرى أن الرئيس بوتين يقذف لترامب طوق النجاة للخروج من سورية بقليل من الكرامة وخصوصاً بعد أن فضحت الولايات المتحدة الأمريكية لأنها دعمت وتدعم تنظيم "داعش" الإرهابي وقدتم توثيق ذلك من خلال تصوير الأقمار الصناعية ، الولايات المتحدة تدعم الإرهاب وكانت ترسل إليه أطنان من الأسلحة والذخائر ، وبالإضافة الى ذلك عدم جديتها الصريحة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي بل كانت تعتدي فيه على مواقع الجيش العربي السوري والمدنيين في الرقة وإتضح أنها غير قادرة على قتل إرهابي واحد في الوقت الذي إستطاع فيه الجيش العربي السوري أن يدك معاقل الإرهابيين في أعتى حصونهم ، وما يجري الآن يعطي لمحة بسيطة عن أن الولايات المتحدة تبحث عن حل ، لكن القيادة الروسية والرئيس بوتين شخصياً يعلم أن القيادة الأمريكية رعناء وهذا نستشفه من خلال تعاملها مع باقي الدول ، الولايات المتحدة حالياً كالقط المحشور في الزاوية فكلما زدت الضغط عليه قد يقوم بالهجوم وعندما تترك له مخرجاً سواء أكان سياسياً أم عسكرياً فقد تستطيع تفادي أموراً أعظم من ذلك ، في الحقيقة نحن نعول على قوة جيشنا وشعبنا والإلتفاف حول قيادتنا وعلى وعي جماهيرنا وحلفائنا ، وبخصوص الأكراد ليس جميعهم إنفصاليين فعلينا أن نفرق بين الإنفصاليين والأكراد الموالين لوطنهم ولسوريتهم ولأرضهم.
أما المستشرق الروسي والصحفي في جريدة "إيزفيستيا" الروسية أندريه أونتيكوف فيقول:
في الحقيقة من المقلق ما يجري مؤخراً ، الأحداث الأخيرة التي شهدناه مؤخراً وهي دعم الولايات المتحدة الأمريكية للأكراد بحجة محاربة تنظيم "داعش" ومن الواضح أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن تقديم هذا الدعم في سورية ودعم مشروعهم وتشجعهم لكي يتوجهوا إلى الفيدرالية أو الإنفصال عن سورية وروسيا منذ البداية متمسكة بالوحدة الوطنية السورية ، نتوقع من الولايات المتحدة بأن تقنع الأكراد بأنه لابد من التمسك بالوحدة الوطنية السورية ، وأنا اوثق أن روسيا قادرة على التفاهم مع سورية لتقديم كل حقوق ليس فقط الأكراد بل كل مكونات الشعب السوري ، لذا بد من أن تضغط الولايات المتحدة على الأكراد أو تقنعهم بالتخلي عن فكرة الفيدرالية أو تقسيم سورية.
وأضاف أونتيكوف:
هذا اللقاء هام بدون أي شك ، لأننا نحن في سورية قريبون جداً من الإنتصار على تنظيم "داعش" بشكل كامل ، والسؤال الأهم هنا: ماذا بعد ؟ هل سنشهد صعيداً جديدأ بين الجيش العربي السوري والمعارضة المسلحة.؟ وهل سنشهد تصعيداً بين الجيش العربي السوري وقوات سورية الديمقراطية ؟ هذه التساؤلات يجب أن تطرح على بساط البحث بين الرئيسين ونتوقع تفاهم وإيجاد توافق حول مستقبل الأحداث في سورية ، لأن هناك نقطة رئيسية فنحن أمام خيارين ، أما نتوجه نحو العملية السياسية ونتمسك بالمفاوضات في جنيف وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 ، أو إستمرار الحرب والتصعيد الجديد بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة والأكراد وألخ… الحرب التي يمكن أن تمتد إلى سنوات طويلة قادمة ، والأهم من ذلك أن روسيا قدمت الكثير من التنازلات من أجل تسهيل العملية السياسية ، وهناك ثوابت لا تقبل روسيا بالتخلي عنها أو التنازل عنها وهي وحدة الأراضي السورية ، و أن الشعب السوري هو من يحدد المسار السياسي وهو من يقرر مصير بلده ومصير الرئيس بما يتوافق مع القوانين والشرائع الدولية ، ولا يمكن أن تقدم روسيا أي تنازل بهذا الخصوص ، وهنا روسيا لا تطلب تنازلات من الولايات المتحدة ، فقط المطلوب من الولايات المتحدة هو أن تبتعد عن التصعيد وأن تقدم موقفاً بناءً لإيجاد حل سياسي في سورية.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم