ولفت عبد ربه إلى أن كثيرة الأسئلة التي تطرح في الشارعين اللبناني والسوري أيضا، وكثيرة الأجوبة والتحليلات والتهويلات، بين من يسمع طبول الحرب تقرع ومن لا يسمعها ومن يرجح حدوثها أو يستبعدها.
مبينا أنه بكل تأكيد لن تتردد السعودية في استهداف لبنان و"حزب الله" تحديدا، لو أتيحت لها الفرصة، لكن هذه الفرصة غير متاحة الآن ولا في المستقبل القريب أو البعيد، فقبل أن تفكر المملكة في شن أي عمل عسكري جديد، عليها أن تنتهي من حربها على اليمن، وتنهي حروبها الداخلية وترتيب البيت، وتحييد سوريا وإيران، وعدم تدخل روسيا، وهذا أمر بات من المستحيلات، ويدركه جيدا السعوديون وحلفاؤهم من عرب وغير عرب.
وأضاف: لكن بكل تأكيد أيضا، لن تتردد السعودية في فرض عقوبات اقتصادية ومالية على كل اللبنانيين لتأليب الشارع، فالسعودية ومن خلال تصرفاتها، لا تطمح إلى معاقبة اللبنانيين فقط، هي تريد من خلال لبنان معاقبة إيران ومن حولها عموما، ليظهر أميرها وملكها القادم بأنه الزعيم الأوحد وفارسها المغوار.
وقال عبد ربه:
محمد بن سلمان، الذي أخفق في إدارة حربه على اليمن، يستعد لتولي عرش المملكة خلال ساعات أو ربما أيام، ويريد أن يتخلص من عبء الانتقادات التي طالت إخفاقه في القضاء على توق الشعب اليمني للحرية والعيش بكرامة، وخاصة من كبار أمراء السعودية وتجارها ورجال أعمالها الذين لطالما انتقدوا هذه الحرب ورفضوها، ومعهم كبار عائلات الإمارات والخليج، وعدد كبير منهم غادر أوطانه مع ثروته ليستقر في أوروبا مستبقا جنون الأمير الشاب وخلافات العائلة الواحدة والانتحار السياسي الذي قد ينتج عن ذلك.
وخلص عبد ربه في مقالته إلى أن ابن سلمان لا يبحث عن حرب جديدة، خلافا لما يتوقعه الكثيرون، هو يبحث فقط عن القليل من التضامن والأصوات، وخاصة عند الشباب السعودي في طريقه إلى عرش المملكة.
ولن يذهب في طموحاته إلى أبعد من ذلك، بل يريد حلا للخروج من حربه على اليمن، ويريد حلا لاكتساب شرعية داخل عائلته.
وختم بالقول: لا حروب جديدة في المنطقة، ولن تجرؤ السعودية ولا إسرائيل على خوض حربٍ جديدة باتت جبهتها تمتد من جنوب لبنان إلى إيران مرورا بسوريا والعراق، حتى لو كانت بضغط وتمويل سعودي أو خليجي ودعم أمريكي، فجل ما يريده ابن سلمان هو التفاوض مع أسرته ومع دول العالم على حكم آمن يجعل منه "زعيماً" للأمة الإسلامية، وإصلاحيا قل نظيره في العالم، وعروبيا لا مثيل له، وكل ما يقوم به من خطوات تتم بمباركة أمريكية، وخاصة أنه يقدم نفسه قائدا في محور المعاداة لإيران وللمقاومة وبشكل علني، وهذا ما كانت تتمناه وتريده واشنطن وتل أبيب من أي "زعيم" عربي منذ زمن بعيد.