ولفت الكاتب يالتشين إلى أنه بطبيعة الحال بدأت الإشاعات بالانتشار عقب هذه التطورات. يزعم البعض أن ما حصل هو عبارة عن خطف سياسي لرئيس الوزراء اللبناني. وهم على حق، قد يكون قدومه إلى السعودية بناء على إرادته الشخصية ولكن يمكن أن يكون قد أجبر على البقاء تحت سيطرة السعودية فيما بعد.
وطرح الكاتب التركي سؤالا، هل كان الحريري يخطط للاستقالة قبل ذهابه إلى السعودية؟ أم أجبره السعوديون على ذلك؟…يزعم البعض أن السبب في زيارة الحريري المفاجئة إلى المملكة السعودية هو مخاوفه من احتمال الاغتيال. وأغلب من يزعم ذلك هم السعوديون.
وأكد يالتشين أنه عند النظر إلى هذه الأحداث من الخارج فسيكون من الصواب أن نقول إن المبادرة الأولى في استقالة الحريري كانت للسعودية. لأن المزاعم بأن الحريري قد غادر بلاده بسبب وجود احتمال اغتياله لا يبدو تبريرا مقبولا.
وأضاف: إذ لا يذهب أي شخص إلى السعودية عقب حصوله على استخبارات حول محاولة اغتيال. حتى وإن ذهب فلن ينته الأمر باستقالته قبل عودته إلى بلاده. يبدو أن الحريري قد تصرف بهذا الشكل لأنه أجبر على الخضوع لسيطرة السعودية خلال زيارته. لكن السبب في استقالة الحريري هو أمر معقد بالفعل. إذ سيكون من الجيد استحواذ السعودية على رئيس الوزراء اللبناني في حال اعتبرت السعودية أن لبنان هو الساحة الجديدة للصراع. على حد تعبير الكاتب التركي.
واعتبر الكاتب التركي في مقالته أن استقالة رئيس الوزراء اللبناني تعني إدخال الفوضى إلى لبنان.
وقال:
يبدو أن السعودية لم تكن تهدف إلى الانتصار في لبنان، بل تهدف إلى إيذاء شخص ما من خلال تصرفاتها فيما يخص لبنان. أي أن السبب في إدخال الفوضى إلى لبنان هو رغبة السعودية في الضغط على "حزب الله" وإيران.
وفي سياق متصل للأحداث تطرق الكاتب إلى المسألة الإسرائيلية موضحا أنه إذا كانت إسرائيل تخطط لعملية عسكرية في لبنان فذلك سيؤدي إلى تغيير مجرى الأمور.
"إذ يمكن لهذه الفوضى أن تتحول إلى فرصة ذهبية بالنسبة إلى إسرائيل. هناك من يعتقد أن هذه الأحداث هي مخططات قد تم تصميمها من قبل أمريكا وإسرائيل. أما أنا فأرى أن هذه الأحداث هي عبارة عن حسابات يجريها وريث سعودي متسرع وطموح بهدف الحصول على دعم خارجي للوصول إلى عرش السلطة في السعودية. لكن ذلك لا يغير حقيقة أن الفوضى قد أُدخلت إلى لبنان بشكل أو بآخر".
وحول مدى جدية إسرائيل في احتمال تنفيذ عملية عسكرية في لبنان قال الكاتب يالتشين: يمكن القول إن هناك ثلاثة عوامل منطقية تمنع إسرائيل من تنفيذ عملية عسكرية على الرغم من تمهيد السعودية الطريق إلى ذلك.
العامل الأول، هو عدم وجود أي شيء تكسبه إسرائيل خلال الفترة الحالية في حال تنفيذ عملية عسكرية في لبنان. العامل الثاني، هو أن مثل هذه المحاولات قد تسببت في الماضي في تورط إسرائيل، ولا أعتقد أن إسرائيل قد تخاطر بتكرار ذلك.
أما العامل الثالث، فهو أن إسرائيل لا تبدو جاهزة لتنفيذ عملية عسكرية بهذا الحجم. لكن العامل الثالث لا يحمل أهمية كبيرة بقدر الأول والثاني.