وأضاف أبوزيد أن الوزيرين ناقشا موضوع سد النهضة والجمود الذي يعتري المسار الفني، حيث أكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية – بحسب البيان — على "أهمية الاحترام الكامل للاتفاق الإطاري الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، خاصة على ضوء المرونة التي أبدتها مصر طوال عملية التفاوض على المسار الفني، مشيرا إلى تفهم المملكة للشواغل المصرية الخاصة بأمنها المائي، وأهمية الالتزام بقواعد القانون الدولي الحاكمة في هذا الشأن".
كما ناقش الوزيران الإعداد للاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، واتفقا على استمرار التشاور خلال الفترة القادمة بشأن كافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك للبلدين.
وكان الملف الإيراني حاضر كذلك على طاولة المحادثات التي جمعت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، كل من الأمير محمد بن سلمان، والوزير سامح شكري.
وأوضحت وزارة الخارجية المصرية في بيانها أن "المحادثات تناولت الأوضاع الإقليمية وسبل تعزيز آليات التنسيق والتعاون بين البلدين"، مضيفة أن الجانبين أكدا علي أن "استقرار ورخاء كل من مصر والسعودية هو صِمَام الأمان للمنطقة العربية بأسرها، وأن أي ضرر يصيب أي دولة من الدولتين هو ضرر للطرف الآخر، وأي تقدم ورخاء لطرف هو بالتبعية مصلحة عليا وفائدة للشعبين".
وأشار أبوزيد إلى أن وزير خارجية بلاده أكد لولي العهد السعودي خلال اللقاء على موقف مصر الثابت بشأن أهمية الحفاظ على التضامن العربي في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة، ودعم مصر لأمن واستقرار منطقة الخليج باعتباره جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والمصري، وإدانة مصر البالغة للاعتداء الذي تعرضت له المملكة العربية السعودية مؤخرا من قبل مسلحي "جماعة "أنصار الله"، بمحاولة استهداف العاصمة الرياض بصاروخ بالستي، وكذا العمل الإرهابي التخريبي الذي استهدف أنبوب النفط البحريني".
وجدد وزير الخارجية المصري على موقف بلاده الثابت الداعم لاستقرار وسيادة الدول العربية، في مواجهة أية محاولات تخريبية أو إرهابية تستهدف أمنها واستقرارها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن المحادثات تناولت كذلك ما وصفه البيان بـ "السياسات الإيرانية في المنطقة"، حيث أكد وزير الخارجية علي رفض مصر الكامل للتدخلات الإقليمية من خارج النطاق العربي لزعزعة استقرار الدول العربية والتدخل في شئونها الداخلية.
وحول ما إذا كانت المحادثات تناولت الأزمات في بعض دول المنطقة، كشف بيان الخارجية المصرية أن المحادثات تناولت كذلك "مستجدات الأوضاع السياسية في لبنان وسوريا واليمن والعراق وليبيا، وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف باعتباره هدفا مصريا وسعوديا مشتركا".
وشدد البيان على "حرص مصر على تجنيب المنطقة أية توترات تزيد من حالة عدم الاستقرار والاستقطاب التي تشهدها حاليا، وتعزيز أواصر التضامن العربي، وتكثيف آليات التنسيق من أجل وضع رؤية واضحة تحدد مسار الأهداف والمقاصد العربية المشتركة".
وكان شكري اختتم اليوم جولة شملت كل من الأردن والبحرين والإمارات وسلطنة عمان والكويت وأخيراً الرياض، التي التقى فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير خارجية المملكة عادل الجبير.
ونقل شكري خلال اللقاء تحيات رئيس بلاده عبد الفتاح السيسي، إلي الملك سلمان بن عبد العزيز، مبلغا رسالة شفهية أكد فيها الرئيس المصري "عمق وخصوصية العلاقات المصرية — السعودية، ووحدة مصير الشعبين بما يزكي المصالح المشتركة للبلدين، ودعم مصر الكامل وتضامنها مع المملكة في مواجه التحديات، فضلا عن أهمية تعزيز آليات التنسيق والتشاور من أجل وضع رؤية عربية مشتركة تحافظ علي مقدرات الدول العربية واستقرارها وعلي الأمن القومي العربي بكافة أبعاده".