وقال العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أنه "تم القضاء على "داعش" في العراق من الناحية العسكرية"، حسبما نقلت عنه قناة "السومرية". وأكد أنه "خلال المرحلة القصيرة المقبلة ستتم عمليات التطهير النهائية لـ "داعش" في صحراء الأنبار، وبعد إكمال عمليات التطهير ستعلن هزيمة "داعش" نهائياً في العراق".
وهذا يعني أن التنظيم انتهى كوجود عسكري يحتل المناطق، وتبقى الخشية من بعض خلاياه النائمة التي تشكل خطرا أمنيا على المناطق التي تتواجد فيها، عبر قيامها بعمليات التجنيد والتفجير. كما ويبقى العامل المهم في عملية القضاء على التنظيم بشكل نهائي، يكمن في اقتلاع جذوره الفكرية وثقافة العنف التي زرعها بين صفوف الشباب المغرر بهم بحلم إقامة دولة إسلامية في ربوع الارض.
برنامج الحقيقة وحول هذا الموضوع حاور الدكتور مزهر الساعدي رئيس مؤسسة مدارك للبحوث والدراسات، حيث جاء في كلام الساعدي:
"إن كلام السيد العبادي حول انتهاء داعش عسكريا، كان دقيقا جدا، ونحن قلنا في وقت سابق أن محاربة داعش لاتكون عبر عمليات عسكرية، فبالامكان هزيمته عسكريا، لكن الذي أنتج داعش لازال قائما، فطالما كان هناك فكر منحرف في عقول الشباب، تبقى عملية إنتاج دواعش قائمة في أي وقت ، فإذا ما أردنا الانتهاء من صفحة داعش، ليس في العراق فحسب، بل في جميع بلدان العالم، كون داعش لم يستهدف العراق لكونه عراق، بل لكونه مكان تنطلق منه إلى أماكن أخرى، ينبغي محاربة الفكر المنحرف الذي أنتج داعش، وعلى كافة الصعد، التربوية والثقافية والاجتماعية والنفسية وغيرها، وآخر هذه الصعد في محاربة التنظيم هو الصعيد السياسي، كون القضية التي حصلت في العراق كانت تكمن بوجود عداء لمؤسسات الدولة، انسحب ذلك إلى إخلال البعض بواجباته على اعتبار أنه ضد هذا النظام الجديد وضد العملية الديمقراطية، فهو أراد بذلك تغيير تلك المعادلة بطريقة ثانية، فوقع هو ومن سول له القيام بذلك بشر هذا الموضوع، ولذلك وجدنا بعض الساسة في المحافظات التي سقطت بيد داعش كانوا يقولون إن أي كان الشكل الذي يأتينا سيكون أفضل من الحكومة العراقية، لكن ما أن دخل "داعش" بعد حصوله على التسهيلات، ذاق هؤلاء الذين يرفضون الحكومة الويل وقسوة معاملة داعش، ليرجعوا مرة أخرى إلى حضن الدولة العراقية، قائلين أي كانت قسوة الحكومة العراقية فهي أفضل لنا. وهذا الموضوع لم ينتهي لحد الآن فهناك من يحاول يلعب على وتر رفض الحكومة لكي يعيد إنتاج داعش مرة أخرى.
للاستماع إلى كامل الحوار إضغط الرابط الموجود في أعلى الصفحة.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون