أعلنت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، أن نية واشنطن عدم سحب قواتها من سوريا بعد تدمير "داعش" يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لوجود القوات الأمريكية هناك.
وأضافت: "يفعلون ذلك ليس فقط من دون إذن أو دعوة من دمشق، بل بانتهاك إرادة الحكومة الشرعية في سوريا. وفي الواقع، فإنهم يتصرفون بشكل قريب من مفهوم الاحتلال".
وتابعت زاخاروفا أنه بموجب القرار الأممي رقم 2254 تعهدت الولايات المتحدة فضلا عن المجتمع الدولي بمراعات مبادئ احترام وحدة الأراضي السورية من دون قيد أو شرط".
من جهته، اعتبر فلاديمير شامانوف رئيس لجنة مجلس "الدوما" الروسي لشؤون الدفاع، أن نية واشنطن الاحتفاظ بقواتها في سوريا بعد تطهيرها من "داعش" سوف يعرقل التسوية السورية في ما بعد الحرب.
وفي حديث للصحفيين، قال شامانوف: "إذا ما أردنا توصيف النوايا الأمريكية بلغة سهلة ومفهومة، فهي ليست إلا وقاحة من العيار الثقيل، وهم بذلك، أي الأمريكان، ينتحلون شخصية صاحب الشقة".
وأضاف أن التسوية في سوريا في مرحلة ما بعد القضاء على الإرهاب، سوف تبقى رهنا لجملة من العوامل ولممارسات القوى الثالثة، أي الولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أنه سبق لجيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي، وأعلن مؤخرا أن قوات بلاده لن تنسحب من الأراضي السورية قبل انتهاء عملية جنيف، وإتمام التسوية في سوريا.
وفي حديث للصحفيين قال: "لن نقدم ببساطة الآن على الانسحاب من سوريا، ولن ننسحب قبل بدء ظهور نتائج جنيف، وسوف نجلي بعض قواتنا عن سوريا، إلا أننا سنربط ذلك بحزمة من الشروط".
كما أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلا عن مصادرها في هذا الصدد، أن القيادة الأمريكية لا تعتزم إجلاء قواتها، وتخطط للإعلان عن قيام سلطة جديدة في شمالي سوريا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، والكلام لمصادرها، إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا "سيعطي الفرصة" للرئيس السوري بشار الأسد "لإتمام استيلائه على كامل الأراضي السورية، وسيتيح له البقاء السياسي في سوريا".
ما الذي تريده الولايات المتحدة من خلال إبقاء قواتها في شمالي سوريا؟
هل هذا يعني ان التسوية في سوريا سوف تبقى رهنا للعامل الأميركي وانها سوف تفرض شروطها للحل في نهاية المطاف ؟
يقول الخبير العسكري السوري العميد الدكتور علي مقصود في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد، الولايات المتحدة فقدت كل أوراقها وبالتالي تريد عبر هذا الخطاب الذي سمعناه قبل أن تبدأ معركة البوكمال في حسمها الاستراتيجي، حيث بدأ وزير الدفاع الأميركي يصرح بأننا لن نخرج من سوريا، بعد هزيمة داعش إلا بعد أن تنجلي العملية السياسية في جنيف. وبتقديري سبق هذا التصريح قضية الكيميائي، أي أن أميركا كانت تبحث عن ذرائع تبرر خطابها الذي جاء على لسان وزير دفاعها بأنها ستحتفظ بقواتها وتواجدها في شمالي سوريا، لإنها لم تحقق المكاسب التي كانت تريدها عبر تراجعها وخروجها من المنطقة، أمام التقدم الروسي هناك. أرادت أميركا من هذا الإعلان أن تضغط على الحكومة السورية وحلفاءها لتحقيق بعض الأهداف والمكاسب، وأن يكون لها دور في رعاية التسوية السياسية في جنيف.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي