السفير الروسي قال إن الحريري كان له أسبابه في مسألة الاستقالة، لعدم نجاح الحكومة خلال الفترة السابقة، ووجود بعض النواقص، وخاصة أنه أشار إلى ضرورة العودة إلى سياسة النأي بالنفس.
وتابع السفير "هذه الأسباب العامة التي ذكرها تحتاج إلى توضيح من خلال التشاور. والآن عندما عاد إلى وطنه وطلب منه الرئيس عون التريث، ليفتح بذلك فرصة للعودة إلى تفاهمات حول موضوع النهج السياسي".
وأشار السفير إلى أنه كانت هناك صورة ضبابية جراء إقامة الحريري في السعودية، لافتا إلى أن السلطات اللبنانية اعتبرت أنه ليس حرا في المملكة على الرغم من تأكيده عكس ذلك.
زاسبيكين أوضح أنه جرت اتصالات لإزالة أي إشكال في هذا الشأن، ولكن في النهاية عاد رئيس الوزراء إلى بلده بعد تضامن كل مكونات الشعب اللبناني معه، لافتا إلى أن المواقف المعلنة من قبل الجميع تعيد الاستقرار في البلاد.
وأكد السفير على أن الجميع أيد سعد الحريري بصفته رئيسا للوزراء، وهذا يثبت أن كل القوى تريد استمرار الحكومة. ولكن في حال كان هناك إشكاليات حول النهج السياسي، فهذا الأمر يعالجه اللبنانيون بأنفسهم دون تدخل خارجي.
وأضاف "السعودية تقف أيضا في نفس الموقف من إيران وحزب الله، ومن هنا كان هناك تنشيط خلال الفترة الأخيرة للمطالب السعودية باتجاه لبنان، وبموضوع حزب الله، وعلى هذا الأساس كان التحرك من أطراف عديدة، ولكن بعد هذا التصعيد يجب تهدئة الأمور".
السفير الروسي أكد على أن تهدئة الأمور في لبنان يكون بالمشاورات الداخلية اللبنانية، كي تعود التفاهمات والعمل الطبيعي للحكومة، أما أن يكون هناك تأثيرات لضغوط خارجية، فالدولة الروسية تقف بشكل حاسم ضد سياسة العقوبات.
وأضاف "ونرفض أي عقوبات خارج مجلس الأمن. وإن كانت هناك مطالبات للبنان في أمور معينة والتي منها مشاركة حزب الله في سوريا، فهذا كان في إطار مكافحة الإرهاب وكان لمصلحة المنطقة بأكملها ليس لبنان فقط".
وأكد السفير على أنه لا يوجد سلاح لـ"حزب الله" في أي مكان آخر في المنطقة.
وعن التخوفات من نشوب حرب بين اسرائيل و"حزب الله"، في ظل المعطيات والتوقعات التي تشير الى أن هذه الحرب إن وقعت ستمتد من الجولان السوري إلى جنوب لبنان، قال السفير إن نمو هذه الهواجس أصبح في ضوء التصعيد حول "حزب الله" إجمالا من السعوديين والإسرائيليين وصولا إلى بيان الجامعة العربية.
كما أكد السفير على أن مؤتمر الحوار الوطني يجب أن يكون محطة نوعية جيدة للتقدم نحو تسوية سياسية في سوريا، لأنه يشمل أكبر عدد من مكونات الشعب السوري.
ووصف لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع الرئيس فلاديمير بوتين، في سوتشي في ظل الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري بمساعدة روسيا، بأنه "رمزا للانتصارات على الإرهابيين ودخول البلد في مرحلة جديدة تكون فيها الأولويات مختلفة عن المراالسابقة".
وأكد السفير على أنه "لا بد من استكمال محاربة الإرهاب حتى الانتصار الكامل عليهم وتحرير كامل الأراضي، وإعادة سيادة الدولة السورية. وهذا يتطلب انسحاب كل القوات الموجودة في سوريا بطريقة غير شرعية".
زاسبيكين أشار إلى أن مسار "أستانا" الذي يشمل الأطراف الثلاثة روسيا إيران تركيا، وبالتنسيق بينهم والدولة السورية يساعد على الترتيبات الأمنية. كما أكد على ضرورة التعاون بين الأطراف الثلاثة مع وجود مصالح معينة لكل طرف وربما تختلف.